قراءة من شرح صحيح مسلم للنووي مع تعليق الشيخ . حفظ
القارئ : " قوله صلى الله عليه وسلم خيروني بين أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني ولست بباخل، معناه أنهم ألحوا بالمسألة لضغف ايمانهم وألجؤوني بمقتضى حالهم إلى السؤال بالفحش أو نسبة إلى البخل ولست بباخل، ولا ينبغي إحتمال واحد من الأمرين، ففيه مدارة أهل الجهالة والقسوة، وتألفهم إذا كان فيهم مصلحة، وجواز دفع المال إليهم لهذه المصلحة، وقوله فأدركه أعرابيٌ فجبذه ".
الشيخ : انتقل إلى الحديث.
القارئ : اي نعم، قوله إنهم خيروني.
الشيخ : ... .
القارئ : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما.
الشيخ : نعم.
القارئ : " كذا رويناه بفتح القاف وهو المصدر ومعناه فعل النبي صلى الله عليه وسلم فعل القسم والقسم بالكسر الحظ والنصيب وهو غير مراد هنا، فإنه لم يقسم نصيب أحد، وإنما فعل القسمة في المقسوم، وقوله إنهم خيروني معناه أنهم ألحوا علي بالمسألة واشتقوا في السؤال، وقصدوا بذلك أحد شيئين، إما أن يصلوا إلى ما طلبوه، أو ينسبوه إلى البخل، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم ما يقتضيه كرمه من إعطائهم ما سألوه وصبره على جفوتهم، فسلم من نسبة البخل إليه، إذ لا يليق به وحلم عنه كي يتألفهم وكان عمر رضي الله عنه عتب عليه في ذلك ".
الشيخ : وكان.
القارئ : عندي وكان.
الشيخ : لا وكأن.
القارئ : " وكأن عمر رضي الله عنه عتب عليه في ذلك نظراُ إلى أهل الدين، هكذا كسر الدال، والغناء فيه أحق بالمعونة عليه، وهذا هو الذي ظهر لسعد بن أبي وقاص، فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم بمصالح أخرى لم تخطر لهم وهي أولى مما ظهر لهم " فقط.
الشيخ : طيب.