فوائد حديث : ( ... عن المسور بن مخرمة قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية فقال لي أبي مخرمة انطلق بنا إليه عسى أن يعطينا منها شيئا قال فقام أبي على الباب فتكلم فعرف النبي صلى الله عليه وسلم صوته فخرج ومعه قباء وهو يريه محاسنه وهو يقول خبأت هذا لك خبأت هذا لك ) . حفظ
الشيخ : هذا أيضاً من حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته لتأليف ، حيث خبأ لهذا الرجل القباء، ولعله عليه الصلاة والسلام يعلم ويغلب على ظنه أنه سيأتي إليه، فخبأه لك، لا يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم أراده لنفسه، ثم لما جاء هذا الرجل قال خبأته لك، لأن هذا لا يليق إذ أن الرسول، إذ لو كان هذا المعنى لكان الرسول يقول خبأته لك وهو لم يريده، وهذا بعيد، وإنما خبأه النبي صلى الله عليه وسلم له لظنه أنه سوف يأتي ويسأل، كما قسم لغيره، وفي هذا جواز أن يري المهدي محاسن الهدية لمن أهدى إليه فلا يقال أن هذا فيه شيء من المنة، يعني مثل لو أراد الإنسان أن يهدي إلى شخص شيئاً من الاشياء قلماً قفال خذ هذا قلم مني هدية، هذا قلم ممتاز، هذا فيه كذا ، هذا فيه كذا، لا يضر، فلا يقول قائل إن هذا من باب المنة بالهدية، إنما أن يبين له محاسنها من أجل أن يفرح به ويعتني به ولا يرخص عليه، لأنه ربما يعطيه قلما فيظن أنه من فئة خمسة ريالات وما أشبهها ويذهب ويبيعه بعذا الثمن وهو يساوي مئة أو خمسين أو ما أشبه ذلك. المهم أن بيان الإنسان، محاسن ما أهداه لغيره لا يعد من باب المنة بالهدية، نعم.