فوائد حديث : ( ... أنه أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا وأنا جالس فيهم قال فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم رجلا لم يعطه وهو أعجبهم إلي فقمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فساررته فقلت يا رسول الله ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فقلت يا رسول الله مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فقلت يا رسول الله مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما قال إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه وفي حديث الحلواني تكرار القول مرتين ) . حفظ
الشيخ : هذا أيضاً فيه دليل على حسن قسمة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو أنه يراعي المصالح، فيعطي العطية تأليفاً لقلوب أصحابه عليه الصلاة والسلام، وفي هذا أيضاً دليل على الفرق بين الإيمان والإسلام، لأنه قال : والله أني لأراه مؤمناً قال أو مسلما، وهذا يعني الفرق بين الإيمان والإسلام ، هو الذي عليه أهل السنة والجماعة، لكن قد يطلق الإسلام ويراد به الإيمان وقد يطلق الإيمان ويراد به الإسلام، فمثلاً إذا قلت دين الإسلام فيشمل كل دين الإسلام بما فيه من عقائد وأعمال قولية وفعلية، وإذا قيل إيمان وإسلام صار الإيمان له معنى والإسلام له معنى في حديث جبريل حين سأل النبي صلى لله عليه وسلم سأله عن الإسلام وعن الإيمان ، فدل هذا على الفرق بينهما، وفي قوله تعالى : (( قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) أيضاً دليل على الفرق بين الإيمان والإسلام، فإن قال قائل : يرد عليكم قول الله تبارك وتعالى : (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )) فالجواب أنه لا إشكال، لأن الله إنما أخرج المؤمنين، ولم يخرج المسلمين، وأما البيت ففيه مسلمون منهم امرأة لوط، كانت مسلمة لكنها غير مؤمنة، ولهذا قال الله تعالى : (( ضرب مثلاً للذين كفروا إمرأة نوح وإمراة لوط كانتا تحت عبدين من عنادنا صالخين فخانتاهما )) خانتاهما بإيش؟ بالكفر ، لا بالفاحشة، فامرأة لوط تظهر أنها مسلمة وهي كافرة، إذن البيت مسلم ولا غير مسلم؟ مسلم، لأنه يشتمل على مؤمنين ومنافقين، لكن الذين نجوا هم المؤمنون، وهذا من بلاغة القرآن، لأن الله سبحانه تعالى قال : (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين، فما وجدنا فيها غير بيت المسلمين )) ولم يقل من المؤمنين لأن هذا البيت تضمن امرأة لوط، وهي ليست مؤمنة بل مسلمة أي مستسلمة ظاهراً ، ولكنها كافرة والعياذ بالله، المهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقر على قول سعد أني لأرآه مؤمناً، لم يقل الله عن هذا، قال أو مسلماً لنقص درجة هذا الرجل عن الإيمان، ويحتمل أن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن يعلم أمته أن لا يشهدوا لأحد بالإيمان، لأن الإيمان بالقلب، وإنما يشهدوا له في الإسلام، لأن الإسلام علانية، قول وفعل فتشهد للإنسان بالإسلام ولا تشهد له .