تتمة فوائد حديث - ( حدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد قالا حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني عامر بن سعد عن أبيه سعد أنه أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا وأنا جالس فيهم قال فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم رجلا لم يعطه وهو أعجبهم إلي فقمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فساررته فقلت يا رسول الله ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فقلت يا رسول الله مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فقلت يا رسول الله مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما قال إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه وفي حديث الحلواني تكرار القول مرتين حفظ
الشيخ : لكن الذين نجوا هم المؤمنون، وهذا من بلاغة القرآن، لأن الله سبحانه تعالى قال : (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين، فما وجدنا فيها غير بيت المسلمين )) ولم يقل من المؤمنين لأن هذا البيت تضمن امرأة لوط، وهي ليست مؤمنة بل مسلمة أي مستسلمة ظاهراً ، ولكنها كافرة والعياذ بالله، المهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقر على قول سعد أني لأرآه مؤمناً، لم يقره على هذا، قال أو مسلماً لنقص درجة هذا الرجل عن الإيمان، ويحتمل أن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن يعلم أمته أن لا يشهدوا لأحد بالإيمان، لأن الإيمان في القلب، وإنما يشهدوا له في الإسلام، لأن الإسلام علانية، قول وفعل فتشهد للإنسان بالإسلام ولا تشهد له بالإيمان، لأن الإيمان محله القلب، كم من إنسان إذا رآه الرائي قال هذا من أكمل الناس إيماناً، ولكنه بالعكس ، فهذا فيه احتمال وارد، كأنه يقول لسعد لا تقل إنه مؤمن ، ولكن قل إنه مسلم، لأنك لا تدري عما في قلبه، وفي هذا الحديث دليل على أن الإنسان إذا أراد أن يزكي شخصاً، فإنه لا حاجة إلى أن يقول لا أزكيه على الله، لا حاجة، أنا أزكيه على الإنسان على الخلق على الناس، ما هو على الله، فإذا قلت فلان رجل طيب يحافظ على الصلاة، رجل صدوق، وما أشبه ذلك فليس بلازم ان أقول : لا أزكيه على الله لأني أنا الآن لا أزكيه على الله وأقول أن الرجل زكي فيما بينه الله، لكن أزكيه على الناس.
نتكلم عن قول مسلم، الآن نحن ذكرنا فيها إحتمالين : الأول، الأول : أن الرجل لم يصل إلى درجة الإيمان، بل هو في درجة الإسلام كما في قوله تعالى في الأعراب : (( ولكن قولوا أسلمنا ))
الثاني : أن نقول، احتمال آخر، أن الرسول عليه الصلاة و السلام أراد ان يعلم الأمة ألا يشهدوا على أحدٍ بالأيمان لأن الإيمان محله القلب، فقد يكون الإنسان يتظاهر عمل المؤمنين وهو ليس بمؤمن.
القارئ : يقول الشيخ تقدم شرح الحديث في كتاب الإيمان.
الشيخ : كيف ؟
القارئ : تقدم شرح الحديث مستوفى في كتاب الإيمان.
الشيخ : النووي؟
القارئ : النووي.
السائل : ... .
الشيخ : أي، طيب خلونا نشوف خالد وش عنده قبل .
القارئ : ما ذكر حديث سعد يا شيخ.
الشيخ : ما ذكره أبدا.
القارئ : أبداً، حديث سعد ما ذكره.
السائل : ... .
الشيخ : كيف ؟
السائل : قوله عليه السلام أو مسلماً، أي بل مسلما ... .
الشيخ : هذا الاحتمال الذي قلنا الاحتمال الثاني الذي قدمناه أن هذا الرجل لم يبلغ أن يصل درجة الإيمان.
وش عندك يا محمد ؟
السائل : ... .
الشيخ : لا ما نتكلم على هذا على كل حال كلا الاحتمالين صحيح.
السائل : سؤال.
الشيخ : ها سؤال، جاوي السؤال خالد يقول ما جاء.
وفيه أيضاً أن الإنسان قد يعطي العطاء لشخص وغيره أحب إليه، لمصلحة المعطى وبناءً على ذلك ينبغي للآخر الذي للمعطى أن لا يكون في قلبه حقد على هذا الذي حرمه، وأعطى غيره، خصوصاً إذا علم أنه حسن النية وأنه حسن التصرف، نعم.