فوائد حديث : ( ... فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي ومتفرقين فجمعكم الله بي ويقولون الله ورسوله أمن فقال ألا تجيبوني فقالوا الله ورسوله أمن فقال أما إنكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا وكان من الأمر كذا وكذا لأشياء عددها زعم عمرو أن لا يحفظها فقال ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والإبل وتذهبون برسول الله إلى رحالكم الأنصار شعار والناس دثار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) حفظ
الشيخ : كل هذا لأجل تطييب خاطرهم، وقالوا رضينا رضينا، وقد جاء سياق الحديث بأوسع من هذا لكن الرواي نسي بعضه، قوله الأنصار شعار والناس دثار، الشعار هو الثوب الذي يلي الجسد، والدثار هو الذي فوقه، ويقول عليه الصلاة والسلام : ( لو الهجرة لكنت إمرأ من الأنصار ) صدق عليه الصلاة والسلام، لكن الهجرة كانت للرسول عليه الصلاة والسلام وهي أفضل من النصرة لأن المهاجر جمع بين الهجرة والنصرة، والأنصاري عنده نصرة وليس عنده هجرة، وصدق النبي عليه الصلاة والسلام، لولا أنه مهاجر، لكان من الأنصار لأنه مؤمن مثلهم، وفي قولهم رضي الله عنهم : الله ورسوله أمن، إقرار بمنة الله ورسوله عليهم، فقد قال لهم عليه الصلاة والسلام مقرراً : ( ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي )، فكان الهادي هو الله، والسبب هو الرسول، والمراد بالهداية هنا هداية التوفيق، لأن الرسول بين والله وفق وقال : ( ألم أجدكم عالة فأغناكم الله بي ) عالةً يعني فقراء، فأغناهم الله به بما أفاء الله عليه من الغنائم، ( ومتفرقين فجمعكم الله بي ) وهذا واضح لأن الأنصار كان بينهم حروب كثيرة، حتى أتي النبي صلى الله عليه وسلم فهداهم الله وألفهم ، ولكنهم لما ذكر منته عليهم عليه الصلاة والسلام وما أقروا به، قال : ( ألا تجيبوني قالوا الله ورسوله أمن فقال أما إنكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا وكان من الأمر كذا وكذا لأشياء عددوها ) منها أنه قال لو شئتم لقلتم : جئتنا طريداً فآويناك، وذكر أشياء أيضاً أنا نسيتها، فمن أجل لما بين منته عليهم، أراد أن يبن منتهم عليه، وهذا من عدل الرسول عليه الصلاة والسلام .نعم.