فوائد حديث : ( ... عن جابر بن عبد الله قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة منصرفه من حنين وفي ثوب بلال فضة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها يعطي الناس فقال يا محمد اعدل قال ويلك ومن يعدل إذا لم أكن أعدل لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله فأقتل هذا المنافق فقال معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي إن هذا وأصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية ) . حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد منها : أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل مثل هذا الاعتراف، جعله من الخروج على الإمام، وأن هذا بذرة من الخروج الدموي الذي وقع من الخوارج مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو كذلك، أول الفتن والبلاء شررة ثم بعدك ذلك تصير سعيرا ، وفيه أيضاً في الحديث عندنا، يقول : ( من يعدل إذا لم أكن أعدل ) صدق الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا لم يكن الرسول يعدل فمن الذي يعدل؟ يعني لو فرض أن العدل انتفى عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لكان عن غيره أنفى وأشد، وقوله : ( لقد خبت وخسرت ) فيها لفظان : لقد خبتُ وخسرتُ إن لم أكن أعدل يعني نفسه، ولقد خبتَ وخسرت إن لم أكن أعدل يعني الأعرابي، هذا الرجل الذي تكلم، وفيه أيضاً من فوائده، قوة عمر رضي الله عنه، وغيرته، على حماية أرض النبي صلى الله عليه وسلم، ودين الإسلام، حيث استأذن في قتله، ووصفه بالمنافق، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على عمر وصفه إياه بالمنافق، ولكنه قال : ( معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي ) ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم أشخاصاً من المنافقين بأعيانهم ولكنه لم يقتلهم، لئلا يتحدث الناس أنه يقتل أصحابه ، ولأن لا يكون وسيلة فيما بعد، لكون الرجل المتهم بالنفاق يقوم عليه ولي الأمر فيقتله، كما يوجد الآن من بعض ولاة المسلمين مع الأسف من يتهم المتمسكين بدينهم بأنهم ايش منافقون ثم يستبيح بعد ذلك قتلهم، فالنبي عليه الصلاة والسلام مشرع، وإمام، فلو أنه قتل من يتظاهر أنه من أصحابه، لكان في ذلك فتح باب شر لا يعلم مداه إلا الله، وفيه أيضاً من فوائد الحديث معاملة الناس بظواهرهم، أن يعامل الناس بظواهرهم لأن البواطن، البواطن عند الله، وهذا في العبادة وفي الحكم بين الناس أيضاً، حتى الحكم بين الناس إنما يقضي القاضي بنحو ما يسمع، حتى لو كان عند القاضي علم بأن المحكوم له يستحق ، فإنه لا يحكم بعلمه، لكن يحيل القضية إلى قاضٍ آخر ويكون هو شاهداً، أما أن يحكم بعلمه فلا إلا في ثلاث مواطن استثناها العلماء، تأتي إن شاء الله في محلها، وإن شئتم نقول علمه في عدالة الشاهدين، هذ يحكم به، فإذا علم عدالة الشاهدين لم يحتاج يطلب من يعدلهما.
الثاني : علمه فيما حصل أثناء الجلسة، فهو لو لم نقل يحكم بعلمه لصار المتحاكمان يتلاعبان في مجلس الحكم، فهو إذا أدلى كل منهما بحجته، ثم علم ما أدلى به، علم القاضي بما أدلى به حكم بما علم.
الثالثة : إذا كان الأمر مشهوراً، مستفيضاُ، انه لفلان، فإنه يحكم بعلمه، لأن التهمة في حقه في هذه الصورة، بعيدة جداً، وفي هذا الحديث الحذر الشديد، أعاذنا الله وإياكم منه، أن الإنسان ربما يقرأ القرآن ويجوده، ومن أحسن القراء لكنه لا يجاوز حنجرته، يعني لا يصل إلى قلبه والعياذ بالله، وهذا فيه الحذر الشديد، والتحذير العظيم، إذا رأيت أن إيمانك هو عمل ظاهر فقط، والقلب خالي والعياذ بالله، فعليك أن تصحح، عليك أن تصحح مسارك، لأن الأمر خطير، ليس شيئاً يمشي الإنسان بالدنيا ويتخلص به من الناس هو شيء خطير، احفظ قلبك، ولهذا قال : يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية، السهم إذا ضرب الرمية ما رمى، دخل في اللحم ثم خرج من الجهة الأخرى، فهم والعياذ بالله يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، مع أنهم يقرأون القرآن، من أحسن التالين للقرآن وربما يتظاهرون بأحكام القرآن، لكن القلوب خالية ، خاوية نسأل الله السلامة والعافية، أسأل الله أن يصلح قلبي وقلوبكم. نعم، ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله : " والله ما سبقهم أبو بكر لكثرة صيام ولا صلاة، ولكن بما وقر في قلبه "، أي من الإيمان الذي لا تزحزحه العواصف. نعم.
الثاني : علمه فيما حصل أثناء الجلسة، فهو لو لم نقل يحكم بعلمه لصار المتحاكمان يتلاعبان في مجلس الحكم، فهو إذا أدلى كل منهما بحجته، ثم علم ما أدلى به، علم القاضي بما أدلى به حكم بما علم.
الثالثة : إذا كان الأمر مشهوراً، مستفيضاُ، انه لفلان، فإنه يحكم بعلمه، لأن التهمة في حقه في هذه الصورة، بعيدة جداً، وفي هذا الحديث الحذر الشديد، أعاذنا الله وإياكم منه، أن الإنسان ربما يقرأ القرآن ويجوده، ومن أحسن القراء لكنه لا يجاوز حنجرته، يعني لا يصل إلى قلبه والعياذ بالله، وهذا فيه الحذر الشديد، والتحذير العظيم، إذا رأيت أن إيمانك هو عمل ظاهر فقط، والقلب خالي والعياذ بالله، فعليك أن تصحح، عليك أن تصحح مسارك، لأن الأمر خطير، ليس شيئاً يمشي الإنسان بالدنيا ويتخلص به من الناس هو شيء خطير، احفظ قلبك، ولهذا قال : يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية، السهم إذا ضرب الرمية ما رمى، دخل في اللحم ثم خرج من الجهة الأخرى، فهم والعياذ بالله يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، مع أنهم يقرأون القرآن، من أحسن التالين للقرآن وربما يتظاهرون بأحكام القرآن، لكن القلوب خالية ، خاوية نسأل الله السلامة والعافية، أسأل الله أن يصلح قلبي وقلوبكم. نعم، ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله : " والله ما سبقهم أبو بكر لكثرة صيام ولا صلاة، ولكن بما وقر في قلبه "، أي من الإيمان الذي لا تزحزحه العواصف. نعم.