فوائد حديث : ( ... قال فغضبت قريش فقالوا أيعطي صناديد نجد ويدعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين ناتىء الجبين محلوق الرأس فقال اتق الله يا محمد قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني قال ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله يرون أنه خالد بن الوليد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من ضئضيء هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ) . حفظ
الشيخ : هذا أيضاً فيه دليل على صفة الخوارج فالنبي عليه الصلاة والسلام يعطي القوم ويتألفهم، حتى إن الله تعالى جعل للمؤلفة قلوبهم سهم من الزكاة، وهذا الرجل، قال : اتق الله يا محمد، يشير إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتق الله في هذه القسمة، وفي قوله عليه الصلاة والسلام : ( من يطع الله إن عصيته )، دليل على أن التقوى هي الطاعة، وأن تقوى الله يعني طاعته، للقيام بأمره واجتناب نهيه، ثم قال : أيأمنني أي الرب عز وجل على أهل الأرض وذلك مما يأتيه من الوحي، كما قال في حديث آخر : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) فالله تعالى قد أمنه على أهل الأرض بما ينزل عليه من الوحي، فكيف لا يُأمن على ... من العيش، ثم أدبر الرجل، فاستأذن رجل من القوم في قتله يُرون أنه خالد بن الوليد، يُرون وإلا يَرون؟ يرون بالضم، وهي بالضم بمعني الظن، وبالفتح بمعنى العلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من ضئضيء هذا قوما يقرأون القرآن ) من ضئضىء أي من جنسه، والجامع بينهم وبين هو الخروج والإعتراض على ولي الامر، فهو خارجي لكن بالقول، وأجناسه خارجيون لكن بالفعل، ولهذا قال : ( إن من ضئضي هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ) اللهم ... القرآن إلى قلوبنا ، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وهذا هو الظاهر، الخوارج قاتلوا الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتركوا أهل الشرك، وصاروا يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، نسأل الله العلفية ، ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنه، يعني حتى لا أبقي منهم أحداً، لأن عاداً أهلكم الله بالريح حتى أصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم، وفي هذا دليل على أن هؤلاء الخوارج دمهم حلال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لئن أدركتهم لأقتلنهم )، وفيه أيضاً أن الخارجي قد يكون ظاهره الصلاح، وأنه يدعو إلى الصلاح، وإلى الإصلاح، وليس كذلك، الرجل هذا كث اللحية، يعني عظيم اللحية واسعة لكنه نسأل الله العافية قلبه خالٍ من الإيمان، إذ أنه يقرأ القرآن ولا يتجاوز حنجرته، نعم.