تعليق الشيخ . حفظ
الشيخ : الحقيقة أن هذا هو الفقه العظيم، إذا كان الله لم يؤاخذه فمعناه أنه بمنزلة من لم يفعله، فما دام هو معفواً عنه فكأنه لم يفعله، وإذا لم يفعله هل يجب قضاء أو كفارة ؟ .
لا يجب قضاء ولا كفارة، وكذلك يقال في جميع المحظورات في العبادات، في الصلاة إذا تكلم جاهلاً أو ناسياً لم يؤاخذ، فيكون بمنزلة من لم يتكلم، في الصيام إذا أكل أو شرب ناسياً لم يؤاخذ، فيكون بمنزلة من لم يأكل ويشرب، في الحج إذا فعل محظوراً ناسياً أو جاهلاً فيكون غير مؤاخذ، فهو بمنزلة من لم يفعله، وهذا الفقه من شيخ الإسلام رحمه الله عظيم، يعني ما كان يناله أحد من الذين يتبعون المذاهب اللهم إلا نادرا .
كل ما لم تؤاخذ عليه فكأنه معدوم، إلا في شيء واحد ، المأمورات، هذه إذا فعلت شيئاً ما، إذا تركت مأموراً فالعبادة ناقصة، ما أتيت بها، لا بد أن تأتي بها على ما أمرت ، ولهذا لم يعذر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الجاهل الذي كان يصلي بلا طمأنينة، بل قال له : ( ارجع فصل فإنك لم تصل ) لأنه ترك واجب، لكن لم يأمره بقضاء ما سبق من الصلوات، لأنه لم تبلغه الشريعة، ولا تلزم الشرائع إلا بعد العلم.