حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة حفظ
القارئ : حدّثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالكٍ ، عن سميٍّ ، مولى أبي بكر بن عبد الرّحمن ، عن أبي صالحٍ السّمّان ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : ( العمرة إلى العمرة كفّارةٌ لما بينهما ، والحجّ المبرور ليس له جزاءٌ إلّا الجنّة ).
الشيخ : العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما يقيد بما جاء في أحاديث : ( ما اجتنبت الكبائر ) ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما لم تغش الكبائر ).
وإذا كانت الصلوات وهي أعظم من العمرة ، إذ هي الركن الثاني من الإسلام ، لا بد لتكفيرها السيئات من اجتناب الكبائر ، فهذا من باب أولى ، وهذا قول الجمهور وهو أظهر وعلى هذا يكون العموم هنا مقيدًا باجتناب الكبائر.
وأما قوله : ( الحج المبرور ) فالحج المبرور ما جمع أوصاف :
الوصف الأول : أن يكون خالصًا لله ، فإن الحج الذي فيه شرك ليس بمبرور ، بل هو شرك ، حابط ، قال تعالى في الحديث القدسي أنا أغنى الأغنياء عن الشرك ، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ).
الثاني : أن يكون موافقًا لشريعة الله ، أي : على حسب حج النبي صلى الله عليه وسلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ) وبناء على ذلك نقول : لا بد أن يتعلم الحاج كيف حج النبي صلى الله عليه وسلم ليكون حجه مبرورًا
الثالث : أن يتجنب فيه المحذورات العامة والخاصة فالعامة كالكذب والغيبة والنميمة والغش وما أشبه ذلك والخاصة من محذورات الإحرام المعروفة ، التي نهي عنها في حال الإحرام فقط
الرابع : أن يكون فيه التقوى ، يقوم بما أمر الله به ، يعني يتجنب المحذور ويفعل المأمور بحيث يحافظ على أفعال النسك وأقواله ، وكذلك يحافظ على المأمورات العامة ، كالطهارة ، والصلاة والصيام والزكاة وما أشبه ذلك
هذه أربعة أشياء.
والخامس : وهو داخل فيما سبق ، ولكن ننص عليه لأهميته ، أن يتجنب أذية الخلق ، فلا يؤذ الخلق لا بقوله ولا بفعله ، وعلى هذا فيتجنب العنف عند المضايقة والزحام لأنه إذا استعمل العنف في هذه المواقف آذى غيره ، ولكن يستعمل اللين والتيسير.
زاد بعضهم : أن لا يحج بمال حرام فإن حج بمال حرام حجه ليس بمبرور ، بل قال بعض أهل العلم إنه مردود عليه. وعليه قول الشاعر :
" إذا حججت بمال أصله سحت *** فما حججت ولكن حجت العير ".
وقوله : ( ليس له جزاء إلا الجنة ) أي : أن الله تعالى يجزي من حج حجًّا مبرورًا فيدخله الجنة.
الشيخ : العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما يقيد بما جاء في أحاديث : ( ما اجتنبت الكبائر ) ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما لم تغش الكبائر ).
وإذا كانت الصلوات وهي أعظم من العمرة ، إذ هي الركن الثاني من الإسلام ، لا بد لتكفيرها السيئات من اجتناب الكبائر ، فهذا من باب أولى ، وهذا قول الجمهور وهو أظهر وعلى هذا يكون العموم هنا مقيدًا باجتناب الكبائر.
وأما قوله : ( الحج المبرور ) فالحج المبرور ما جمع أوصاف :
الوصف الأول : أن يكون خالصًا لله ، فإن الحج الذي فيه شرك ليس بمبرور ، بل هو شرك ، حابط ، قال تعالى في الحديث القدسي أنا أغنى الأغنياء عن الشرك ، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ).
الثاني : أن يكون موافقًا لشريعة الله ، أي : على حسب حج النبي صلى الله عليه وسلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ) وبناء على ذلك نقول : لا بد أن يتعلم الحاج كيف حج النبي صلى الله عليه وسلم ليكون حجه مبرورًا
الثالث : أن يتجنب فيه المحذورات العامة والخاصة فالعامة كالكذب والغيبة والنميمة والغش وما أشبه ذلك والخاصة من محذورات الإحرام المعروفة ، التي نهي عنها في حال الإحرام فقط
الرابع : أن يكون فيه التقوى ، يقوم بما أمر الله به ، يعني يتجنب المحذور ويفعل المأمور بحيث يحافظ على أفعال النسك وأقواله ، وكذلك يحافظ على المأمورات العامة ، كالطهارة ، والصلاة والصيام والزكاة وما أشبه ذلك
هذه أربعة أشياء.
والخامس : وهو داخل فيما سبق ، ولكن ننص عليه لأهميته ، أن يتجنب أذية الخلق ، فلا يؤذ الخلق لا بقوله ولا بفعله ، وعلى هذا فيتجنب العنف عند المضايقة والزحام لأنه إذا استعمل العنف في هذه المواقف آذى غيره ، ولكن يستعمل اللين والتيسير.
زاد بعضهم : أن لا يحج بمال حرام فإن حج بمال حرام حجه ليس بمبرور ، بل قال بعض أهل العلم إنه مردود عليه. وعليه قول الشاعر :
" إذا حججت بمال أصله سحت *** فما حججت ولكن حجت العير ".
وقوله : ( ليس له جزاء إلا الجنة ) أي : أن الله تعالى يجزي من حج حجًّا مبرورًا فيدخله الجنة.