فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث دليل على فوائد ، أولا اختيار مثل هذه الأضحية يعني أن تكون بهذا اللون وبهذه القوة وهي أن تكون قرناء ، ولكن اللون سبق لنا أنه يحتمل أن يكون مقصودا ويحتمل أن يكون وقع على سبيل الموافقة يعني أمر بكبش أقرن وأنه جيء به وصار ينظر في سواد ويطأ في سواد ويبرك في سواد ويحتمل أنه مقصود فقد سبق أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضحى بكبشين أملحين ، فقد يقال إن هذا يدل على أن اللون ليس مقصود ، ومن فوائد هذا الحديث الاستعانة بالغير حيث طلب من عائشة المدية ولم يأخذها من قبل ، ومن فوائد هذا الحديث أنه ينبغي شحذ المدية أي تحديدها حتى تكون حادة وهذا يوافق ما سبق ( ويحد أحدكم شفرته ويرح ذبيحته ) ومنها جواز حد الشفرة والحيوان ينظر ، هذا ظاهره أن المسألة قريبة ولا سيما أن البيوت كانت صغيرة في ذلك الوقت ، وقد يقال إنها لا تنظر لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن توارى الشفار عن البهائم أي تغطى لأن ذلك يوجب أن تتروع وهي إذا تروعت ربما يعود الضرر أو يُفقد النفع الذي يكون في لحمها ، لأنها إذا ارتاعت تغير الدم ويخشى أن يسري هذا الضرر إلى اللحم فيقال هذا الحديث ليس صريحا بأن هذا الكبش ينظر إلى عائشة وهي تحدها وإذا لم يكن صريحا ، رجعنا أيش ؟ إلى الصريح لأن هذه القاعدة أن المتشابه يحمل على المحكم ، ومنها أن التكبير لا يجب لأنها لم تذكر التكبير وهو كذلك ، ولكنه سنة كما سبق ، ومنها أن الإنسان يسمي من له الذبيحة عند ذبحها ، يؤخذ من أين ؟ من قوله اللهم تقبل من محمد إلى آخره ، وكانت العوام عندنا فيما سبق يؤتى بالأضاحي تجمع في الحوش ويأتي كبير البيت من رجل أو امرأة ثم يمشي عليها واحدة واحدة ويمسح الظهر من رأسها إلى أليتها ، اللهم هذه لفلان وهذه لفلان وهذه لفلان وهذه لفلان ، هذا ما هو صحيح ، هذا من البدع إنما تسمية من هي له تكون عند الذبح ومنها معروف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته حيث قال : اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ، فصلى الله عليه وعلى آله وسلم ، نعم ، يرحمك الله.