جزء حول آدب الصيام (النهي عن الوصال ووقت الصحول والفطر وأصناف التي يفطر عليها ودعاء الإفطار) حفظ
القارئ : وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم ، فقال له رجل إنك تواصل يا رسول الله ؟ قال : وأيكم مثلي ، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ) متفق عليه ، وعن حفصة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له ) رواه الترمذي وأبو داود والنسائي والدارمي ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سمع النداء أحدكم والإناء في يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ) رواه أبو داود ، وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله تعالى : أحب عبادي إليّ أعجلهم فطرا ) رواه الترمذي ، وعن سلمان بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة ، فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور ) رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه والدارمي ، ولم يذكر فإنه بركة غير الترمذي ، وعن أنس قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن فتميرات فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء ) رواه الترمذي وأبو داود وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب ، وعن زيد بن خالد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من فطّر صائما أو جهّز غازيا فله مثل أجره ) رواه البيهقي في شعب الإيمان ، وعن ابن عمر قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ) رواه أبو داود ، وعن معاذ بن زهرة قال : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال : اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ) رواه أبو داود مرسلا ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر ، لأن اليهود والنصارى يؤخرون ) رواه أبو داود وابن ماجه ، وعن أبي عطية قال : ( دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا : يا أم المؤمنين رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة ، قالت : أيهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ؟ قلنا : عبد الله ابن مسعود ، قالت : هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والآخر أبو موسى ) ، رواه مسلم ، وعن العرباض بن سارية قال : ( دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال : هلم إلى الغداء المبارك ) رواه أبو داود والنسائي ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نعم سحور المؤمن التمر ) رواه أبو داود.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا الباب فيه مسائل متفرقة كلها من آداب الصوم ، منها السحور وهو الأكل في آخر الليل ، إذا أراد الإنسان أن يصوم فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتسحر وحث على ذلك في قوله : ( فإن في السحور بركة ) أو ( في السحور بركة ) ولذلك تجد الرجل في أيام الصيف الطويلة الحارة يتسحر ويغنيه ذلك عن الأكل والشرب طيلة يومه ، مع أنه في يوم إفطاره يأكل عدة مرات ويشرب عدة مرات ، لكن السحور فيه بركة ، من بركته أن الإنسان إذا تسحر امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حصل له أجر فينال شهوته بالطعام والشراب ويؤجر على ذلك ، ومن بركته أنه موافق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه يتسحر عليه الصلاة والسلام وقد قال الله تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر )) ، ومنها أن فيه مخالفة لليهود والنصارى ومخالفة اليهود والنصارى في هديهم قربة إلى الله عز وجل ومشابهتهم معصية ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فصل ما بيننا وبين صيام أهل الكتاب أكلة السحور ) ، ومن بركته أنه يعين على طاعة الله فإن الإنسان يأكله ليتقوى به على الصيام وهذه وسيلة إلى القوة على طاعة الله فيكون فيه بركة ، ومن بركته أنه يعطي النفس حظها بتناول ما أحل الله عز وجل وإعطاء النفس حظها في المباح أجر وثواب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : ( إن لنفسك عليك حقا ) ، فإذا أكلت وشربت فقد قضيت الحق الذي عليك لنفسك ، فتكون مثابا على هذا كما لو أديت أي إنسان حقه فتثاب فكذلك إذا أديت نفسك حقها أجرت على هذا ، والذي ينبغي أن يؤخر الإنسان تسحره بحيث ينتهي منه والفجر قريب جدا ، لأنه أفضل ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتسحر ثم يقوم إلى الصلاة وليس بينه وبين سحوره وصلاته إلا مقدار خمسين آية ، وللإنسان أن يأكل ويشرب حتى يتبين الفجر ، وإذا كان المؤذن يؤذن بعد أن يشاهد الفجر والإناء في يدك تريد أن تشرب فلا بأس أن تشرب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ) ، وهذا من تيسير الله عز وجل ، لكن احرص على أن يكون انتهاؤك من السحور عند طلوع الفجر ، أحوط لك ، وأما الشيء المباح فالحمد لله يباح لك حتى يتبين لك الفجر إما بمشاهدته أو بأذان ثقة عارف ، ومن الآداب أن يبادر الإنسان بالفطور ما يتأخر ، يقول أبي أحتاط ربما أن الشمس لم تغرب ، لا ، نقول متى علمت أو غلب على ظنك أن الشمس قد غربت فأفطر ، ولا تتأخر ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) ، وكان اليهود والنصارى لا يفطرون إلا إذا رأوا النجوم ، ونحن مأمورون بمخالفتهم ، ثم إن التعجيل بالفطور تعجيل في رخصة الله عز وجل والإنسان ينبغي له أن يبادر بفعل الرخصة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب أن تؤتى رخصه ) ومما ينبغي أن يفطر الإنسان على رطب يعني التمر الجديد اللين فإن لم يجد فعلى تمر فإن لم يجد فعلى ماء ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإنه طهور ) يطهر المعدة مما ترسب فيها ، من بعد الصوم ، فأنت أحضر الرطب إذا أمكن ، إذا لم يمكن فالتمر إذا لم يمكن فالماء ، فإذا أمكن ماء وخبز أيهما يقدم ؟ يقدم الماء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فإن لم يجد ) يعني تمرات ( فعلى ماء فإنه طهور ) ، وينبغي إذا أفطر أو عند الفطر أن يدعو ، لأن الصائم له عند فطره دعوة لا ترد ، فاحرص على الدعاء في تلك الساعة بما تريد من خيري الدنيا والآخرة ، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول إذا صام في أيام الصيف والحر ثم أفطر وشرب قال : ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ) وهذا لا يقال إلا في أيام الصيف إذا ظميء الإنسان ويبست عروقه قال ذلك أما في أيام الشتاء فلا حاجة له ، لكن يقول اللهم إني لك صمت وعلى رزقك أفطرت ، اللهم فتقبل مني واغفر لي وما أشبه ذلك.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا الباب فيه مسائل متفرقة كلها من آداب الصوم ، منها السحور وهو الأكل في آخر الليل ، إذا أراد الإنسان أن يصوم فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتسحر وحث على ذلك في قوله : ( فإن في السحور بركة ) أو ( في السحور بركة ) ولذلك تجد الرجل في أيام الصيف الطويلة الحارة يتسحر ويغنيه ذلك عن الأكل والشرب طيلة يومه ، مع أنه في يوم إفطاره يأكل عدة مرات ويشرب عدة مرات ، لكن السحور فيه بركة ، من بركته أن الإنسان إذا تسحر امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حصل له أجر فينال شهوته بالطعام والشراب ويؤجر على ذلك ، ومن بركته أنه موافق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه يتسحر عليه الصلاة والسلام وقد قال الله تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر )) ، ومنها أن فيه مخالفة لليهود والنصارى ومخالفة اليهود والنصارى في هديهم قربة إلى الله عز وجل ومشابهتهم معصية ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فصل ما بيننا وبين صيام أهل الكتاب أكلة السحور ) ، ومن بركته أنه يعين على طاعة الله فإن الإنسان يأكله ليتقوى به على الصيام وهذه وسيلة إلى القوة على طاعة الله فيكون فيه بركة ، ومن بركته أنه يعطي النفس حظها بتناول ما أحل الله عز وجل وإعطاء النفس حظها في المباح أجر وثواب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : ( إن لنفسك عليك حقا ) ، فإذا أكلت وشربت فقد قضيت الحق الذي عليك لنفسك ، فتكون مثابا على هذا كما لو أديت أي إنسان حقه فتثاب فكذلك إذا أديت نفسك حقها أجرت على هذا ، والذي ينبغي أن يؤخر الإنسان تسحره بحيث ينتهي منه والفجر قريب جدا ، لأنه أفضل ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتسحر ثم يقوم إلى الصلاة وليس بينه وبين سحوره وصلاته إلا مقدار خمسين آية ، وللإنسان أن يأكل ويشرب حتى يتبين الفجر ، وإذا كان المؤذن يؤذن بعد أن يشاهد الفجر والإناء في يدك تريد أن تشرب فلا بأس أن تشرب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ) ، وهذا من تيسير الله عز وجل ، لكن احرص على أن يكون انتهاؤك من السحور عند طلوع الفجر ، أحوط لك ، وأما الشيء المباح فالحمد لله يباح لك حتى يتبين لك الفجر إما بمشاهدته أو بأذان ثقة عارف ، ومن الآداب أن يبادر الإنسان بالفطور ما يتأخر ، يقول أبي أحتاط ربما أن الشمس لم تغرب ، لا ، نقول متى علمت أو غلب على ظنك أن الشمس قد غربت فأفطر ، ولا تتأخر ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) ، وكان اليهود والنصارى لا يفطرون إلا إذا رأوا النجوم ، ونحن مأمورون بمخالفتهم ، ثم إن التعجيل بالفطور تعجيل في رخصة الله عز وجل والإنسان ينبغي له أن يبادر بفعل الرخصة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب أن تؤتى رخصه ) ومما ينبغي أن يفطر الإنسان على رطب يعني التمر الجديد اللين فإن لم يجد فعلى تمر فإن لم يجد فعلى ماء ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإنه طهور ) يطهر المعدة مما ترسب فيها ، من بعد الصوم ، فأنت أحضر الرطب إذا أمكن ، إذا لم يمكن فالتمر إذا لم يمكن فالماء ، فإذا أمكن ماء وخبز أيهما يقدم ؟ يقدم الماء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فإن لم يجد ) يعني تمرات ( فعلى ماء فإنه طهور ) ، وينبغي إذا أفطر أو عند الفطر أن يدعو ، لأن الصائم له عند فطره دعوة لا ترد ، فاحرص على الدعاء في تلك الساعة بما تريد من خيري الدنيا والآخرة ، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول إذا صام في أيام الصيف والحر ثم أفطر وشرب قال : ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ) وهذا لا يقال إلا في أيام الصيف إذا ظميء الإنسان ويبست عروقه قال ذلك أما في أيام الشتاء فلا حاجة له ، لكن يقول اللهم إني لك صمت وعلى رزقك أفطرت ، اللهم فتقبل مني واغفر لي وما أشبه ذلك.