حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت القاسم بن أبي بزة يحدث عن أبي الطفيل قال: سئل علي أخصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ؟ فقال ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يعم به الناس كافة إلا ما كان في قراب سيفي هذا قال فأخرج صحيفة مكتوب فيها ( لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من سرق منار الأرض ولعن الله من لعن والده ولعن الله من آوى محدثا) حفظ
القارئ : ( قال فأخرج صحيفة مكتوب فيها : لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من سرق منار الأرض ولعن الله من لعن والده ولعن الله من آوى محدثا ).
الشيخ : يقول رحمه الله في الترجمة باب تحريم الذبح لغير الله تعالى ولعن فاعله ، هذه الترجمة خفيفة جدا على هذا العمل ، لأن الذبح لغير الله شرك أكبر مخرج عن الملة والذبيحة تكون حراما لا يحل أكلها ، لقول الله تعالى : (( وما أهل لغير الله به وما ذبح على النصب )) ، فمن ذبح لغير الله تقربا وتعظيما فإنه مشرك كافر ، والذبيحة حرام ، قال الله عز وجل : (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له )) ، وقال عز وجل : (( فصل لربك وانحر )) ، فالنحر خاص بالله ، لو أن رجلا لما أقبل الكبير ذبح أمامه شاة أو عنزا أو بقرة أو بعيرا تعظيما له صار بذلك كافرا مشركا مخلدا في النار والعياذ بالله إن لم يتب ، فأما إن ذبح له إكراما لكونه ضيفا ، ما ذبح أمامه لكن ذبح ذبيحة لما حضر وصار ضيفا ، فما الحكم ؟ جائز بل مندوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) ، عند بعض القبائل إذا لم تذبح له فقد أهنته وعليه فيكون الذبيحة واجبة هنا ، نعم ، لكن هل يجوز أن أخادعه بأن أشتري رأسا ، رأس ذبيحة مذبوحة رأسا وكرشا وجنبا أي أضلاعه ويد وأقدمها ، أو لا يجوز ؟ يجوز ، يجوز بشرط أن لا يعلم ، لأنه لو علم أنك خدعته لغضب غضبا شديدا ، أما إذا كان لا يدري فالحمد لله ، ييسر الله الأمر ، نعم ، بعض الناس لو أنك ذبحت له وأكرمته ثم سلط وبدأ بالعين قبل كل شيء طلّع العين وأكلها عندهم يجب أن تذبح ثانية عادات كثيرة لكن الكلام على أنه ما دام إكراما إكرام ضيف لا تقربا وتوددا وتعظيما فهذا لا بأس به ، طيب نرجع إلى الحديث ، علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، سأله رجل قال له : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إليك ما هنا استفهامية ، يعني أي شيء كان يسر إليك ؟ وذلك لأنه في عهده رضي الله عنه شاعت شائعات أن الرسول عهد إليه بالخلافة وأنه الخليفة من بعده ، وهذا هو الذي جعل الرافضة الآن يبنون على هذا ، فكان يُسأل هل عهد إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء هل خصكم بشيء هل أسر إليكم بشيء ، فغضب رضي الله عنه ، وهذا يدل على حمايته رضي الله عنه للشريعة وعدم التلاعب بها وإلا لو كان يريد شيئا من الدنيا لكان يقول نعم ويُلبّس لكنه حاشاه من هذا قال الصدق ما عهد إلا هذه الصحيفة ، يقول : لعن الله من لعن والديه ، هل هذا خبر أو دعاء ؟ نعم ، هل الرسول يخبر أن الله لعن من لعن والديه أو يدعو على من لعن والديه باللعنة ؟ احتمال هذا وهذا ، فإن كان دعاءً فهو دعاءٌ مأمور به من قبل الرسول عليه الصلاة والسلام ، والله لا يأمره بشيء إلا وهو يقبله منه عز وجل وإن كان خبرا فقد وقع ، ولكن من لعن والده ، والده هنا وفي لفظ والديه والمعنى واحد ، لأن والد مفرد ، أيش ؟ مضاف فيعم ، قالوا كيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ، وإلا يبعد أن الإنسان يقوم يلعن والديه ، لكن يلعن والد شخص والشخص يلعن والده ، وهذا موجود في الصبيان في الأسواق إذا قال الله يلعن والديك قال الله يلعن والديك أنت مقابلة ؟ أهكذا عندكم ؟
السائل : ... .
الشيخ : الولد يلعن والديه ، ههه لا لا ههه ، على كل حال ، هذا موجود ، لكن إذا لعن الإنسان والدي شخص ، هل يجوز للثاني أن يلعن والديه ؟ لا يجوز ، قال الله تعالى : (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) ، طيب هل يجوز إذا لعن والديه ، أن يقول لعنك الله أنت ؟ نعم ، يرى بعض العلماء جواز هذا مستدلا بقول الله تعالى : (( وجزاء سيئة سيئة مثلها )) ، وأنه إذا قال لعنك الله يقول لعنك الله أنت ، إذا لعن والديك يقول لعنك الله أنت لأنه لا يمكن أن يدعو على والديه ، إلا إذا كان اللفظ محرما لذاته لا لكونه عدوانا كما لو قذفه بالزنا قال له أنت زاني فقال الزاني أنت هذا لا يجوز لأنه قذف ، طيب الثاني يقول لعن الله من ذبح لغير الله ، هذا الشاهد لعن الله من ذبح لغير الله ، فيكون مشركا ملعونا ، لعن الله من آوى محدثا هذه كلمة واسعة محدثا في أيش ؟ في الدين محدثا في الإعتداء على الناس ، في أي شيء ؟ ظاهر الحديث العموم فمثلا صاحب البدعة إنسان آواه وصار يناصره ويدافع عنه وإذا رفع أمره إلى الإمام ذهب يشفع له وما أشبه ذلك أو إذا اختفى صاحب البدعة جعله عنده آواه ، هذا نقول إنه ملعون نسأل الله العافية ، وكذلك من اعتدى على الناس بقطع الطريق ثم لجأ إلى شخص فإنه ملعون وكذلك ما يسمى عند الدول اللجوء السياسي يكون الإنسان محدث في بلده مسيء مخرب فيلجأ إلى دولة فتحميه ويسمى أيش ؟ اللجوء السياسي هذا أيضا داخل في الحديث ، لعن الله من غير منار الأرض ، الله أكبر هذه أهونهن وأعظمهن يعني هذه مقارنة بهن وهي هينة عند كثير من الناس ، منار الأرض يعني حدودها ، الجيران الآن يجعلون بينهم معالم يركز حديد يركز أحجار يبني عتوما حدود ، فيأتي جاره ويدفعه على شان أيش ؟ يوسع أرضه ، هذا ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك إذا كان يوم القيامة فإنه يطوقه من سبع أراضين ، نعم.
الشيخ : يقول رحمه الله في الترجمة باب تحريم الذبح لغير الله تعالى ولعن فاعله ، هذه الترجمة خفيفة جدا على هذا العمل ، لأن الذبح لغير الله شرك أكبر مخرج عن الملة والذبيحة تكون حراما لا يحل أكلها ، لقول الله تعالى : (( وما أهل لغير الله به وما ذبح على النصب )) ، فمن ذبح لغير الله تقربا وتعظيما فإنه مشرك كافر ، والذبيحة حرام ، قال الله عز وجل : (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له )) ، وقال عز وجل : (( فصل لربك وانحر )) ، فالنحر خاص بالله ، لو أن رجلا لما أقبل الكبير ذبح أمامه شاة أو عنزا أو بقرة أو بعيرا تعظيما له صار بذلك كافرا مشركا مخلدا في النار والعياذ بالله إن لم يتب ، فأما إن ذبح له إكراما لكونه ضيفا ، ما ذبح أمامه لكن ذبح ذبيحة لما حضر وصار ضيفا ، فما الحكم ؟ جائز بل مندوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) ، عند بعض القبائل إذا لم تذبح له فقد أهنته وعليه فيكون الذبيحة واجبة هنا ، نعم ، لكن هل يجوز أن أخادعه بأن أشتري رأسا ، رأس ذبيحة مذبوحة رأسا وكرشا وجنبا أي أضلاعه ويد وأقدمها ، أو لا يجوز ؟ يجوز ، يجوز بشرط أن لا يعلم ، لأنه لو علم أنك خدعته لغضب غضبا شديدا ، أما إذا كان لا يدري فالحمد لله ، ييسر الله الأمر ، نعم ، بعض الناس لو أنك ذبحت له وأكرمته ثم سلط وبدأ بالعين قبل كل شيء طلّع العين وأكلها عندهم يجب أن تذبح ثانية عادات كثيرة لكن الكلام على أنه ما دام إكراما إكرام ضيف لا تقربا وتوددا وتعظيما فهذا لا بأس به ، طيب نرجع إلى الحديث ، علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، سأله رجل قال له : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إليك ما هنا استفهامية ، يعني أي شيء كان يسر إليك ؟ وذلك لأنه في عهده رضي الله عنه شاعت شائعات أن الرسول عهد إليه بالخلافة وأنه الخليفة من بعده ، وهذا هو الذي جعل الرافضة الآن يبنون على هذا ، فكان يُسأل هل عهد إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء هل خصكم بشيء هل أسر إليكم بشيء ، فغضب رضي الله عنه ، وهذا يدل على حمايته رضي الله عنه للشريعة وعدم التلاعب بها وإلا لو كان يريد شيئا من الدنيا لكان يقول نعم ويُلبّس لكنه حاشاه من هذا قال الصدق ما عهد إلا هذه الصحيفة ، يقول : لعن الله من لعن والديه ، هل هذا خبر أو دعاء ؟ نعم ، هل الرسول يخبر أن الله لعن من لعن والديه أو يدعو على من لعن والديه باللعنة ؟ احتمال هذا وهذا ، فإن كان دعاءً فهو دعاءٌ مأمور به من قبل الرسول عليه الصلاة والسلام ، والله لا يأمره بشيء إلا وهو يقبله منه عز وجل وإن كان خبرا فقد وقع ، ولكن من لعن والده ، والده هنا وفي لفظ والديه والمعنى واحد ، لأن والد مفرد ، أيش ؟ مضاف فيعم ، قالوا كيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ، وإلا يبعد أن الإنسان يقوم يلعن والديه ، لكن يلعن والد شخص والشخص يلعن والده ، وهذا موجود في الصبيان في الأسواق إذا قال الله يلعن والديك قال الله يلعن والديك أنت مقابلة ؟ أهكذا عندكم ؟
السائل : ... .
الشيخ : الولد يلعن والديه ، ههه لا لا ههه ، على كل حال ، هذا موجود ، لكن إذا لعن الإنسان والدي شخص ، هل يجوز للثاني أن يلعن والديه ؟ لا يجوز ، قال الله تعالى : (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) ، طيب هل يجوز إذا لعن والديه ، أن يقول لعنك الله أنت ؟ نعم ، يرى بعض العلماء جواز هذا مستدلا بقول الله تعالى : (( وجزاء سيئة سيئة مثلها )) ، وأنه إذا قال لعنك الله يقول لعنك الله أنت ، إذا لعن والديك يقول لعنك الله أنت لأنه لا يمكن أن يدعو على والديه ، إلا إذا كان اللفظ محرما لذاته لا لكونه عدوانا كما لو قذفه بالزنا قال له أنت زاني فقال الزاني أنت هذا لا يجوز لأنه قذف ، طيب الثاني يقول لعن الله من ذبح لغير الله ، هذا الشاهد لعن الله من ذبح لغير الله ، فيكون مشركا ملعونا ، لعن الله من آوى محدثا هذه كلمة واسعة محدثا في أيش ؟ في الدين محدثا في الإعتداء على الناس ، في أي شيء ؟ ظاهر الحديث العموم فمثلا صاحب البدعة إنسان آواه وصار يناصره ويدافع عنه وإذا رفع أمره إلى الإمام ذهب يشفع له وما أشبه ذلك أو إذا اختفى صاحب البدعة جعله عنده آواه ، هذا نقول إنه ملعون نسأل الله العافية ، وكذلك من اعتدى على الناس بقطع الطريق ثم لجأ إلى شخص فإنه ملعون وكذلك ما يسمى عند الدول اللجوء السياسي يكون الإنسان محدث في بلده مسيء مخرب فيلجأ إلى دولة فتحميه ويسمى أيش ؟ اللجوء السياسي هذا أيضا داخل في الحديث ، لعن الله من غير منار الأرض ، الله أكبر هذه أهونهن وأعظمهن يعني هذه مقارنة بهن وهي هينة عند كثير من الناس ، منار الأرض يعني حدودها ، الجيران الآن يجعلون بينهم معالم يركز حديد يركز أحجار يبني عتوما حدود ، فيأتي جاره ويدفعه على شان أيش ؟ يوسع أرضه ، هذا ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك إذا كان يوم القيامة فإنه يطوقه من سبع أراضين ، نعم.