حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من شرب الخمر في الدنيا حرمها في الآخرة حفظ
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من شرب الخمر في الدنيا حرمها في الآخرة ).
الشيخ : قوله : ( حرمها في الآخرة )، هل المعنى أنه لا يدخل الجنة فيحمل على من شربها وكفر بشربها وهو مستحل لها ؟ أو المراد لا يشربها ولو دخل الجنة فيحرم من كمال النعيم ؟ الجواب : الثاني لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لم يدخل الجنة بل قال : لم يشربها في الآخرة فيعاقب بمنعه من شرابها في الآخرة ، ولكن هذا الوعيد هل هو داخل تحت المشيئة ؟ الجواب نعم إن شاء الله تعالى عفا عنه ، لقوله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) وهل هو فيمن لم تقم عليه العقوبة في الدنيا ؟ لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من أصاب حدا فعوقب به في الدنيا لم يعاقب به في الآخرة ، وأن الله لا يجمع عليه بين عقوبتين ، هذا فيه احتمال أن يكون إذا عوقب عليه في الدنيا سقطت عنه العقوبة في الآخرة ، بشرط أن لا يبقى مصرا في نفسه على شربه ، فإن بقي مصرا في نفسه على شربه لم تنفعه العقوبة في الدنيا ، خليل.