حدثنا هداب بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما حفظ
القارئ : حدثنا هداب بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الشرب قائما مكروه إلا لحاجة أو مصلحة فهذا هو القول الراجح في هذه المسألة أنه مكروه إلا لحاجة أو مصلحة ، فالحاجة مثل أن يكون المكان ضيقا لا يستطيع الجلوس أو يكون الإناء الذي يشرب منه مرتفع كما يوجد الآن في بعض البرادات فيها كؤوس لكنها رفيعة ما يستطيع الإنسان يشرب وهو قاعد ، المصلحة مثل أن يشرب قائما حتى يراه الناس ويتأسوا به في شربه لأن المشروع في الشرب أن يشرب بثلاثة أنفاس وأن يمص الماء مصا لا يعبّه عبا ، والحكمة من ذلك أما الأنفاس الثلاثة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن ذلك أهنأ وأبرأ وأروى ) ، وأما كونه يمصه مصا فلأن الإنسان لا يشرب الماء إلا لعطش والعطش يعني اشتداد حرارة المعدة وطلبها الماء ، فإذا جاءها الماء دفعة واحدة أثر عليه وإذا جاءها مترسلا صار ذلك أهون ، أهون عليها ، فهو مثلا يشرب قائما حتى يُري الناس كيف مشروعية الشرب هذه مصلحة ، وإلا فإنه مكروه ، نعم ، قوله زجر يقتضي التحريم ولكن فعل النبي صلى الله عليه وسلم في شربه قائما في زمزم يصرف هذا الظاهر إلى كونه زجر كراهة لا زجر تحريم ، نعم.