فوائد حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث تواضع النبي صلى الله عليه وسلم لإجابة هذا الخياط ، وليس بغريب على أكمل الخلق خُلُقا ، حتى أن الجارية من أهل المدينة تأخذ بيده إلى بيتها فيقضي حاجتها عليه الصلاة والسلام ، من التواضع الجم وهذا مصداق قول الله تبارك وتعالى في سورة نون : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) هكذا عظمه الله عز وجل ، وهو أعظم العظماء سبحانه وتعالى ، فشيء عظمه الله لا بد أن يكون عظيما عظيما ، ولكن هل نحن نقول هذا الشيء على أنه تاريخ مضى أو على أن الذي ينبغي لنا أن نتأسى به ؟ الثاني لا شك ، يعني لا ينبغي أن نقرأ أن هذا عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهذا خلقه ، لا ، نقرأ هذا ونتأسى به ، لقول الله تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر )) وفيه أيضا أنه لا بأس أن يقتدي الإنسان بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما يرغبه النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام ، لأن أنس قال ما زلت أحب الدباء منذ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبعه ، وفيه أيضا دليل على أنه إذا كان الطعام مختلفا فلا حرج أن يتتبع الإنسان ما ليس مما يليه وإن كان يلي غيره ، وقد يقال إن هذا فيما إذا كان الغير لا يعتب ولا يغضب أما إذا كان يعتب أو يغضب فلا ، وقد سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن أبي سلمة : ( كل مما يليك ) ومن المعلوم أن أنسا رضي الله عنه يسره أن الرسول يأخذ مما يليه أي مما يلي أنسا ، فهذه المسألة نقول الأصل فيها الجواز إذا كان الطعام منوعا أن يأخذ الإنسان مما يشتهي وإن كان لا يليه ، هذا هو الأصل ، لكن إذا ترتب على ذلك مفسدة فإنه أيش ؟ يتركه يتجنبه ، نعم.