فوائد حفظ
الشيخ : في هذا دليل على استصحاب من يشاء من أصحابه إلى البيت ، وفيه أيضا دليل على تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنه أخذ القرص فبدأ بنفسه ثم أعطى جابرا ، ثم أخذ القرص الثالث فكسره نصفين ، فأخذ النصف وأعطى جابرا النصف ، فإن قال قائل : هذه العادة قد تستغرب عندنا ؟ لأن العادة أن صاحب البيت لا يبدأ بنفسه وإنما يبدأ بالضيف ، قلنا هذه عادة لكن العادة النبوية أفضل تبدأ بنفسك وفيها أيضا دليل على مشاركة الرجل لضيوفه ، خلافا لما يفعله بعض الناس الآن تجده يقدم القِرى ثم يذهب إلى البيت أو يجلس أو يقف على الرؤوس ، والسنة أن يشاركهم وإذا شاركهم فالسنة أن لا يقوم الأول لأنه إذا قام الأول فإنه سيقومون ويخجلون أن يبقوا فلإكرامهم أن يتأخر ، لكن بعض الناس عندهم عادات عجيبة ، يقولون إنه إذا دخل الضيف قدموا له القرى من طعام وشراب ثم ذهبوا وأغلقوا الباب عليه وذهبوا إلى البيت وإذا ظنوا أنه انتهى جاؤوا ، وحدثني بعضهم أنه إذا كان في الليل أطفؤوا المصباح وجعلوه يأكل يعني جعلوا الضيوف يأكلون في الظلماء من أجل أن لا يستحي بعضهم كما فعل الأنصاري حينما استضاف ضيف النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه دخل البيت أعني الأنصاري ولم يكن فيه إلا طعامه وطعام أولاده فقال لزوجته أطفئي المصباح وأريهم أنّا نأكل ، فأكل الضيوف حتى شبعوا والرجل وأهل بيته ما أكلوا ، فعجب الله عز وجل من صنيعهما تلك الليلة ، لأن هذا إيثار بالغ ، وهو من أفضل الأخلاق التي عليها الأنصار كما قال عز وجل : (( والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )) يعني لا يجدون في قلوبهم حاجة مما أوتيه المهاجرون من الفضائل والأجر ، وهذه العادة أخيرا ، كان بالأول الناس يجعلون الطعام في صحن كبير ويأكل الناس كلهم سواء ، الآن بدأوا يعطون كل واحد بصحن ثم تطورت بل تدهورت الحال إلى أن يضعوا الطعام على ماصة ثم يمر الناس كأنهم فقراء كل واحد يأخذ صحن.
الطلاب : هههه.
الشيخ : نعم.
الطلاب : هههه.
الشيخ : نعم.