فوائد حفظ
الشيخ : في هذا فوائد : منها جواز بناء البيت على طبقتين أو أكثر ، وهذا لا ينافي قول النبي صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة : ( أن ترى الحفاة العراة العالة يتطاولون في البنيان ) لأن هذا خبر عن واقع ولم يحرمه النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنها شدة احترام الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم ، أن أبا أيوب امتنع أن يكون في السقف الأعلى والنبي صلى الله عليه وسلم في الأرض ، ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يختار ما هو أرفق إذا كان في بيت وكانت المنازل السفلى تكفيه وتقوم باللازم ، فالأولى ألا يصعد إلا لسبب ، لأن ذلك أرفق ، وكلما كان أرفق للإنسان فهو أولى لأن الله تعالى رفيق يحب الرفق ، وفيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع حيث أن أبا أيوب رضي الله عنه أبى إلا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو الأعلى مع أن الأسفل أرفق برسول الله صلى الله عليه وسلم لكن لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم هوى أبي أيوب وافقه على ذلك ، ومنها ما ساق المؤلف الحديث من أجله وهو إباحة أكل الثوم ، ولكن إذا قال قائل : هل يأكله الإنسان وهو يريد أن يصلي مع الجماعة ؟ قلنا هو مباح فإن أكله ليتخلف عن الجماعة فهذا حرام ولا يجوز ، وإن أكله لأنه صادف أكله في هذا الوقت فلا حرج عليه وحينئذٍ نقول لا تصل في المسجد ، رفقا به أو دفعا لأذاه ؟ دفعا لأذاه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنسان وهذا يدل على أنه لا يدخل المسجد لا وقت الجماعة ولا إذا لم يكن فيه جماعة إلى متى ؟ إلى أن يذهب الريح ، الريح في البصل يذهب قريب ، لكن في الثوم لا يذهب قريبا بل إن الثوم إذا عرق الإنسان شُمت الرائحة من العرق لأنه شديد ، فإن قيل هل يمكن أن يذهب ريحهما مع بقاء النفع ؟ فالجواب نعم ، وذلك بالطبخ ، إذا طبخا فالنفع باقي ولكن الرائحة تزول ، ولهذا قال عمر : ( من أراد أن يأكلهما فليمتهما طبخا )، نعم.