فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يسلم سلاما يسمعه اليقظان ولا يستيقظ منه النائم ، وهكذا ينبغي الإنسان إذا دخل مكانا فيه نوّم وفيه يقظة أن يسلم سلاما يسمع اليقظة ولا يوقظ النائم من أجل أن يتحاشى أذية الإنسان ، لأن النائم لا يحب أن يوقظه أحد ولا سيما إذا كان مشتهيا للنوم ، وكان ممن إذا استيقظ أثناء النوم لا ينام ، يعني بعض الناس إذا استيقظ أثناء النوم لا ينام ، وفيه حسن خلقه صلى الله عليه وسلم من جهة أنه لما رأى الإناء الذي كان يشرب منه اللبن ليس فيه شيء لم يدع على من شربه بل قال : ( اللهم أطعم من أطعمنا وأسق من سقانا ) وكان بصدد أن يدعو على من شربه ولكن لحسن خلقه ورباطة جأشه وطمأنينة قلبه دعا بهذا الدعاء فيسر الله له أبا قتادة وقام واحتلب العنز وجاء إليه باللبن ، وفيه أيضا حسن خلقه صلى الله عليه وسلم من حيث القسمة بينه وبين الرجال الذين معه ، فلم يكن يرى لنفسه حقا في مثل هذا ، وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم ، وفيه أيضا استحباب شرب اللبن وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شربه يقول : ( اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ) ، وأما الماء فيقول : ( زدنا خيرا منه ) ، والفرق ظاهر ، وفيه فوائد أيضا تظهر للمتأمل ، نعم.