فوائد حفظ
الشيخ : هذه فيها مسائل وفوائد منها : شدة صحبة أبي بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يلازمه حتى في البيت حتى ينام ، ومنها جواز امتناع أكل الأضياف حتى يقدم صاحب المحل ، ولكن إذا علمنا أن صاحب المحل لا يتأثر بذلك فلا بأس أن يأكلوا خصوصا إذا قيل لهم كلوا ، ومنها أن الإنسان عند الغضب قد يقول قولا ربما يندم عليه ، لأن أبا بكر سب ابنه وقال يا غنثر سب لأنه ظن أنهم مفرطون في عدم إلزام الضيوف بالأكل ، ومنها اختفاء الإنسان إذا خاف من ضرب أبيه أو أخيه الأكبر أو ما أشبه ذلك لأن الإنسان يريد أن يدافع عن نفسه فإذا خاف من ضرب أبيه أو أخيه الأكبر فلا حرج أن يختبيء حتى يهدأ الغضب ، ومنها جواز الحنث إذا كان خيرا فإن أبا بكر رضي الله عنه أقسم ألا يأكل ثم بعد ذلك أكل فهذا خير ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليأت الذي هو خير ) وهكذا أيضا كل أفعال الخير إذا رأيت غيرها أفضل منها فاعدل عن المفضول إلى الفاضل ، ولهذا كان القول الراجح أنه يجوز إبدال الوقف بما هو أنفع ، يعني إنسان مثلا عنده محل موقوف ولكن الناس أعرضوا عن هذا المكان وصار غيره أنفع منه ، فنقول لا بأس أن تبيع هذا الشيء وتنقله إلى ما هو أفضل ، خلافا لمن يقول إن الوقف لا ينقل إلا إذا تعطلت منافعه بالكلية ، قيد هذا يا سمير ، قيده ، نعم.