فضل علم السلف . حفظ
الشيخ : ووالله ما سبقنا الصحابة والتابعون لهم بإحسان بكثرة عبادات نجتهد بها من عند أنفسنا ونشرعها بدون إذن من الله ورسوله وإنما سبقونا بكمال الأدب مع الله ورسوله وعدم التعدي على شرع الله، وأن لا يشرعوا في دين الله ما ليس منه حتى كانوا أعظم الناس وأشد الناس تعظيماً لشرع الله لا يمكن أن يتعبدوا لله إلا بما شرعه ولهذا لم نسمع في الأولين أنهم كانوا يخصون ليلة سبع وعشرين بعمرة ولا العشر الأواخر بعمرة ولم نسمع أنهم يكررون العمر في رمضان أبداً بل إن أحرص الناس على العبادة وأتقى الناس لله وأخشاهم لله محمداً صلى الله عليه وسلم كان في العشر الأواخر من رمضان في هذا البلد الأمين ومع ذلك لم يخرج يأتي بعمرة أبداً، فتح مكة في العشرين من رمضان وبقي عشرة أيام في مكة ولم يخرج إلى التنعيم ولا إلى غيره من الحل ليأتي بعمرة هل ترك النبي عليه الصلاة والسلام هذه العمرة زهداً في الخير؟ أجيبوا أبداً هل ترك هذه العمرة جهلاً بأنها مشروعة؟ أبداً ولكنه عليه الصلاة والسلام كان يتعبد لله بأمر الله لما رجع من غزوة الطائف في ذي القعدة ونزل الجعرانة ليقسم الغنائم دخل ليلاً إلى مكة من الجعرانة بدون أن يعلن عن هذه العمرة دخل ليلاً واعتمر وخرج إلى الجعرانة، لأنه قدم مكة من الحل فأتى بالعمرة أما أن يخرج من مكة ليأتي بعمرة فإن هذا ليس من هديه ولا من هدي أصحابه.