حكم مشروعية الإتيان بالعمرة عن الأقارب من التنعيم . حفظ
الشيخ : حتى لو قال إنسان أنا أخرج إلى العمرة أو إلى التنعيم مثلاً لآتي بعمرة لأمي أو أبي أو عمي أو خالي قلنا له: وهذا أيضاً ليس من هدي السلف فليسوا يخرجون إلى التنعيم من أجل أن يأتوا بعمرة لآبائهم وأمهاتهم وأعمامهم وعماتهم وأخوالهم وخالاتهم بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) هكذا قال ( أو ولد صالح يدعو له ) ولم يقل أو ولد صالح يأتي له بعمرة يأتي له بأسبوع من الطواف يأتي له بصدقة يأتي له بصلاة مع أن سياق الحديث في الأعمال وبيان ما ينتفع به الميت منها ومع هذا عدل عليه الصلاة والسلام عن الأعمال إلى الدعاء ولذلك نحن نرى ونرى أننا إن شاء الله على برهان من الله نرى أن الدعاء للأموات خير لهم من أن نعتمر لهم أو أن نطوف لهم أسبوعاً لأن هذا مقتضى ما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال أو ولد صالح يدعو له إنني أيها الإخوة في هذا المقام وفي هذا المكان أدعوكم وأدعو نفسي إلى البصيرة في دين الله إلى أن نمشي على برهان لا على تقليد يقلد بعضنا بعضاً ويمشي بعضنا مع بعض على هدى أو على غير هدى، لا إنني أدعو نفسي وإياكم أن نكون على بصيرة في أمرنا على بصيرة في ديننا على بصيرة فيما نعبد الله به وفيما نفعله أو ندعه من الأقوال والأعمال حتى ينزل الله لنا البركة في عملنا ولهذا نجدنا نكثر الأعمال ولكن هل أعمالنا هذه تصلح قلوبنا ربما تصلح قلوب من شاء الله لكن بركتها قليلة على القلوب وعلى الأخلاق وعلى الآداب لأن غالب عباداتنا نسأل الله أن يعفو عنا غالبها لا يقوم بالقلب ولا يكون فيه تمام المتابعة بل أحياناً لا يكون فيه تمام الإخلاص، إننا أيها الإخوة ندعوكم إلى أن نتبصر في الدين وأن نعبد الله على مقتضى الشرع وعلى مقتضى ما سار عليه السلف الصالح فهم خير منا وأحرص منا على الخير