شرح قول المصنف " وفي حدود المائة الثانية عربت الكتب اليونانية والرومانية فازداد الأمر بلاء وشدة. ثم في حدود المائة الثالثة انتشرت مقالة الجهمية بسبب بشر بن غياث المريسي وطبقته الذين أجمع الأئمة على ذمهم وأكثرهم كفروهم أو ضللوهم. وصنف عثمان بن سعيد الدارمي كتاباً رد به على المريسي سماه " نقض عثمان بن سعيد على الكافر العنيد فيما افترى على الله من التوحيد" من طالع هذا الكتاب بعلم وعدل تبين له ضعف حجة هؤلاء المعطلة، بل بطلانها، وأن هذه التأويلات التي توجد في كلام كثير من المتأخرين كالرازي، والغزالي، وابن عقيل وغيرهم هي بعينها تأويلات بشر. وأما استمداد مقالة التعطيل فكان من اليهود والمشركين وضلال الصابئين والفلاسفة. فإن الجعد بن درهم أخذ مقالته على ما قيل من أبان بن سمعان عن طالوت عن لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم. حفظ
الشيخ : " وفي حدود المائة الثانية عربت الكتب اليونانية والرومانية فازداد الأمر بلاء وشدة. ثم في حدود المائة الثالثة انتشرت مقالة الجهمية بسبب بشر بن غياث المريسي وطبقته الذين أجمع الأئمة على ذمهم، وأكثرهم كفروهم أو ضللوهم ". والله أعلم.
.. على يد المأمون، المأمون الذي الآن الأدباء يمدحون عصره مدحا عظيما ويسمونه العصر الذهبي، مع أن شيخ الإسلام يقول : " ما أظن أن الله يغفر للمأمون على ما أدخل على الأمة الإسلامية من البلاء ".
نعم، فهذا الرجل والعياذ بالله كما تعرفون حصل على يده من الأذى لأئمة أهل السنة ما هو معلوم، ومن أكبر من آذى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، ها نعم؟
الطالب : هناك من هو قبله ... .
الشيخ : لا، التقى به، في عهد ابن أبي دؤاد كان هو الذي يتولى هذا الشيء.
في حدود المائة الثالثة أيضا تطورت هذه المقالة بسبب من؟ بسبب بشر بن غياث المريسي، هذا الرجل من علماء الكلام وعنده فلسفة وعنده إقناع يعني حجة باطلة لكنه صاحب بيان.
الذين أجمع الأئمة يقول شيخ الإسلام: " على ذمهم وأكثرهم كفروهم أو ضلولهم " فكان الناس بالنسبة إليهم ما بين مضلل ومكفر.
وهذا التنوع يظهر أنه باعتبار حال المبتدع، إن كان داعية فإنهم يكفرونه، وإن كان مقلدا فإنهم يضللونه.
" وكتب صنف عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله كتاباً رد به على على المريسي سماه: نقض عثمان بن سعيد على الكافر العنيد فيما افترى على الله من التوحيد "، وهذا الكتاب موجود ومطبوع، وهو كتاب جيد ومفيد لطالب العلم، وأسلوبه على الأساليب السابقة في الرد والأخذ والمناقشة.
" من طالع هذا الكتاب بعلم وعدل تبين له ضعف حجة هؤلاء المعطلة بل بطلانها. وأن هذه التأويلات التي توجد في كلام كثير من المتأخرين كالرازي والغزالي وابن عقيل وغيرهم هي بعينها تأويلات بشر. وأما استمداد مقالة التعطيل فكان من اليهود والمشركين وضلاّل الصابئين والفلاسفة ".
وبئس المدد من اليهود ومن المشركين وضلال الصابئين والفلاسفة، وجه ذلك؟
قال : " فإن الجعد بن درهم أخذ مقالته على ما قيل من أبان بن سمعان، عن طالوت عن لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم ".
وهذا وجه استمدادها منين؟ من اليهود، وهذه سلسلة العطب والعياذ بالله ما هي سلسلة الذهب، فإن كلها شر، وكان وكان.