هل الممثلة كفار ؟ وما حكم من ممثل الله بشيخ كبير كما في الأفلام الكرتونية؟ وما واجب الأولياء وطلبة العلم اتجاه هذه الأفلام الكرتونية؟ حفظ
الشيخ : طيب، وهل هم كافرون؟ نعم، كافرون، لأن الله عزّ وجلّ يقول (( ليس كمثله شيء ))، فإذا قال بل مثله شيء فقد كذّب الخبر، وتكذيب خبر الله كفر، ولهذا قال نعيم بن حمّاد الخزاعي رحمه الله شيخ البخاري: " من شبّه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها ".
فإذن هؤلاء ضالّون وكفّار أيضا، نعم.
ومن هذا ما كتب به إليّ بعض الناس، وسمعته من بعض الأشرطة أنه يوجد في الأفلام الكرتونية التي تنشر في التلفزيون، يوجد أنهم يشبّهون الله عزّ وجلّ بشيخ رهيب، مزعج المنظر، ذو لحية طويلة عملاق فوق السحاب يسخّر الرياح ويعمل. الحقيقة أني أشهد الله أن هذا نشر للكفر الصريح، لأن الصبي إذا شاهد مثل هذا وهو في أول تمييزه سوف ينطبع في نفسه إلى أن يموت ( أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ). اللهمّ إلاّ أنّ يقيّض الله له من ينتشله من هذه الورطة فنعم.
ولهذا أقول إن الذين يعرضون هذه الأشياء لصبيان المسلمين سوف يحاسبون عند الله حسابا عسيرا يوم القيامة، لأنهم يريدون شاؤوا أم أبوا أن يضل الناس بهذا ضلالا مبينا، وعلينا جميعا إذا كانت الأفلام على هذا الوجه أن نحذّر منها أهل البيوت، نحذّر منها أهل البيوت حتى لا يقعوا في هذا الشر المستطير، لأنه هو أعظم من شرّ الأغاني وغيرها، لأن كون الإنسان يمثل الله عزّ وجلّ بهذه الصورة البشعة لا شك أنه من أعظم المنكر والعياذ بالله.
أنا سمعت اليوم في الأخبار في أخبار لندن اليوم السبت الموافق للحادي والعشرين من شهر ذي القعدة عام 1409 سمعت أنه حصلت مظاهرات عظيمة في بنغلادش على نعال مكتوب عليها اسم الجلالة لفظ الجلالة صريحة، فحصلت مظاهرات عظيمة حتى أدّى إلى أن تعتذر الشركة المورّدة لهذا إلى الحكومة والشعب، وتلتزم بإحراقها وإبدالها.
فأقول: انظروا إلى أعداء الله كيف يريدون أن يهينوا رب العزّة والجلالة بهذه الأشياء التي تسري على الناس سريان النار في الفحم من غير أن يشعر بها، وسريان السم في الجسد من غير أن يشعر به. والواجب علينا نحن المسلمين ولا سيما في بلادنا هذه أن نكون حذرين يقظين، لأن بلادنا هذه مغزوّة في العقيدة وفي الأخلاق وفي الأعمال من كل وجه. لا تظنوا أن الغزو أن يقبل العدوّ بجحافله ودبّاباته وصواريخه ليهدم الديار ويقتل الناس، الغزو هو هذا، هذا هو الغزو المشكل الذي يدخل الناس من حيث لا يشعرون، والإنسان بشر مدني متكيف ينفر من الشيء أول ما يسمعه، ولكن بعد مدّة يرتاح إليه ويتأقلم عليه ويكون كأنه أمر عادي، حتى الأمراض التي في الجسم أول ما يدخل الفيروس ينفر منه الجسم ويتأثر ويسخّن، لكن ربما يأخذ عليه.
على كل حال هذه النّقطة، أنا أود منكم بارك الله فيكم وأنتم طلبة علم عليكم مسؤولية أن تحذّروا الناس من هذه الأفلام ما دامت تعرض هذه الأمور التي لا يشك مؤمن بالله عزّ وجلّ أن عرضها قيادة للأطفال إلى الكفر بالله عزّ وجلّ وإهانة الله سبحانه وتعالى.