بيان أن قيام الشيء بالله يشمل ثلاثة أشياء: الإيجاد والإمداد والإعداد، وذكر الأدلة على ذلك. حفظ
الشيخ : يعني القيام، قيام الشيء بالله عزّ وجلّ يشمل ثلاثة أشياء: الإيجاد والإمداد والإعداد، يشمل ثلاثة أشياء وهي؟ الإيجاد والإمداد والإعداد.
أما الإيجاد فلولا الله عز وجل ما وجدت الأشياء، هو الذي أوجد الأشياء عزّ وجلّ بقدرته وبحكمته، وهذه الأشياء الموجدة منها ما هو معلوم لنا ومنها ما هو غير معلوم، نحن لا نعلم إلا ما أعلمنا الله تعالى منها، ومع ذلك فما أعلمنا الله به لا نعلم أكثر مما أعلمنا عنه، قال الله تعالى (( ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض )) نحن لا نعرف إلا السماء والأرض والنجوم والشمس والقمر والنجوم والعرش والكرسي، لكن هناك مخلوقات قبل ما ندري عنها، هناك مخلوقات من قبل لا ندري عنها، لأن الله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال فعالا، والفاعل والفعل لابد أن ينتج عنه إيش؟ مفعول، فإذا قلنا إن من صفاته الأزلية أنه فعال لزم من ذلك أن يكون هناك مفعول.
طيب، فكل الأشياء كائنة بالله.
أيضا الإمداد هو الذي أمدّها حتى تبقى، أرأيت النبات ينبت في الأرض إذا منع الله المطر بقي النبات ولا فني؟ هاه؟ فني النبات، وإذا أنزل الله المطر بقي النبات وزاد النبات، إذن فإمداد هذه الموجودات بما يبقيها وينميها من عند من؟ من عند الله عزّ وجلّ.
ثالثا: إعدادها، يعني: تهيأتها لما هي صالحة له، فالإبل مثلا للركوب (( أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون )) كيف أعدّها وجعلها صالحة لما خلقت له من حيث القوة والشكل واحدداب الظهر حتى يقوى على التحمل، وإيجاد الشحم الكثير على ظهرها، لئلا يرهقها الحمل ويكسر العظام أو يخل بها، إلى غير ذلك من الأشياء التي تكون مهيئة للشيء لما أعدّ له.
فقيام الأشياء بالله عزّ وجلّ من حيث أيش؟ الإيجاد، أيش بعد؟
الطالب : الإمداد.
الشيخ : والإمداد، والإعداد، كل هذا قائم بالله عزّ وجلّ.
دليل هذا قال الله تعالى: (( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره )) لولا أمر الله عزّ وجلّ الكوني ما قامت السماوات والأرض، وصلاح الأرض والسماء بالقيام بأمر الله الشرعي أيضا، ولهذا تعدّ معصية الله من الإفساد في الأرض.
ودليل آخر قوله تعالى: (( الله لا إله إلا هو الحي والقيوم )) لأن معنى القيوم القائم بنفسه القائم على غيره.
ودليل ثالث قوله تعالى: (( فمن هو قائم على كل نفس بما كسبت )) يعني: كمن ليس كذلك، ومن هو القائم على كل نفس بما كسبت؟ هو الله عز وجل.
فصار الوجود كله قائم بالله تعالى إيجادا، إيش بعد؟ وإمدادا وإعدادا.