معنى قوله: (دلـت على وجـوده الحوادث ) الاستدلال على وجود الله وهي دلالة الحوادث وذكر الأدلة على ذلك. حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف:
" دلت على وجوده الحوادث *** سبحانه فهو الحكيم الوارث "
أراد المؤلف رحمه الله أن يستدل على وجود الله عزّ وجلّ، فاستدل بوجوده سبحانه وتعالى على الحوادث، يعني: أن حدوث الأشياء دليل على وجود الله عزّ وجلّ.
وتقرير هذا الدليل أن نقول: كل حادث لا بد له من محدث، وإذا تتبعنا الأشياء وجدنا أنه لا محدث لهذا الحادث إلا الله عزّ وجلّ، ودليل هذا قوله تعالى: (( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون )) الجواب: لا هذا ولا ذاك، يعني ليسوا خلقوا من غير خالق، ولا خلقوا أنفسهم، وحينئذ يتعيّن أن يكون لهم خالقا فمن الذي خلقهم؟ الذي خلقهم هو الله، لأنه لا أحد يستطيع أن يقول أنا الذي خلقت، حتى الأب والأم لا يستطيعان أن يقولا خلقنا ما في بطون الأم، لو قال الأب أنا الذي خلقت ابني، وجعلت له عينين ولسانا وشفتين وأصابع يدين ورجلين قال الناس له؟ هاه؟ كذبت ملأ شدقيك، وأين أنت من الجنين في بطن أمه؟ هل شققت البطن وجعلت تسوي هذا؟ أبدا، هل نفخت فيه الروح؟ نعم؟
الطالب : لا.
الشيخ : أبدا، إذن فهو كاذب ولا يمكن أن يدّعي ذلك أحد، لو قال والله الذي خلقه سيدنا فلان، سيدنا فلان المولى العظيم الكبير! وينه؟ قال في قبره! وش نقول له؟ نقول: كذبت ألف مرة، هذا اذهب إلى قبره إما أن يكون قد أكلته الأرض وإلا فهو جثة لا يملك لنفسه شيئا فكيف يملك لغيره؟ وإذا كابرت فكل أحد يرد قولك.
إذن الحوادث دليل على وجود الله؟ نعم، الدليل؟ (( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون* أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون )).
ودليل عقلي أن كل حادث لا بد له من محدث، ولا محدث للحوادث إلا الله عزّ وجلّ.