معنى قوله: (سبحانه فهو الحكيم الوارث) الكلام على قوله: (سبحانه) وهو تنزيه الله عن النقص سواء في صفاته أو بمقارنتها بصفات المخلوقين. حفظ
الشيخ : قال " سبحانه فهو الحكيم الوارث " سبحان اسم مصدر سبّح، والمصدر؟ أيش المصدر؟
الطالب : تسبيح.
الشيخ : تسبيح، وأصل هذه المادة يدل على البعد، ومنه السبح في الماء، لأن السابح يذهب بعيدا، والمراد بتسبيح الله عزّ وجلّ تنزيهه المتضمّن لبعده عن كل نقص، عن كل نقص، والنقص إما أن يكون في أصل الصفة وإما أن يكون بمقارنتها بغيرها، ففي أصل الصفة نقول هو حي، عليم، قادر، حكيم، عزيز، كل صفاته ليس فيها نقص، حي حياة لا نقص فيها، عليم علما لا نقص فيه، سميع سمعا لا نقص فيه، وهكذا.
أو نقص باعتبار مقارنتها بغيرها، وذلك بأن ننزهه عن مماثلة المخلوقين، لأن تمثيله بالمخلوقين يعتبر نقصا.
فصار النقص دائرا بين شيئين، أولا: نقص الصفة بذاتها فصفاته غير ناقصة، والثاني نقصها باعتبار مقارنتها بصفة المخلوق، فإنه لا مقارنة بين صفات الخالق وصفات المخلوق، فهو منزّه إذن عن النقص في صفاته، وعن النقص بمشابهته أو بمماثلته للمخلوقين.
نحن نقول في الصلاة: سبحان ربي الأعلى، وإني أسألكم هل أنتم حينما تقولون: سبحان ربي الأعلى تستحضرون هذا المعنى؟
الطالب : أحيانا.
الشيخ : أو تقولون: سبحان ربي الأعلى باعتبار أنه ذكر وثناء على الله؟ هاه؟
الطالب : أحيانا.
الشيخ : الغالب هو هذا، الغالب على الناس عموما وخصوصا أنهم إذا قالوا: سبحان ربي الأعلى لا يشعرون إلا بالثناء على الله والتنزيه المطلق، لكن ما يشعر أني أنزّهك يا ربي عن مماثلة المخلوقين وعن كل نقص في صفاتك، ما تشعر بهذا إلا قليلا.