وهل تكون الحكمة معلومة للخلق؟ ومعنى قول العلماء: الأحكام التعبدية، وخطأ سؤال الناس عن العلة والحكمة من العبادة . حفظ
الشيخ : ولكن هل الحكمة معلومة للخلق؟
الجواب: قد تكون معلومة وقد تكون غير معلومة، لكن كونها غير معلومة لا يعني أنها معدومة، بل إنها موجودة لكن لقصورنا أو تقصيرنا لم نصل إليها.
الأحكام الشرعية إذا لم يعلم العلماء حكمتها سمّوها بالأحكام التعبدية.
ولهذا لو قال لك قائل: ما الحكمة في أن تكون صلاة الظهر أربعا دون ثمان؟
الطالب : للتعبد.
الشيخ : هذه تعبدية، ليس للعقل فيها مجال، هذه تعبدية، فهم يقولون: إن علمت حكمة الحكم فهو حكم معقول المعنى مع ما فيه من التعبّد الله، وإن لم تعلم فهو حكم أيش؟ تعبدي، ليس لنا أمامه إلا التعبّد.
وأيهما أقوى في التعبّد: الامتثال للحكم التعبدي أو للحكم المعقول المعنى؟
الطالب : الأول.
الشيخ : الأول لا شك، الأول أبلغ في التذلّل، أن تقبل الحكم وإن لم تعرف حكمته، هذا أبلغ، لأن كون الإنسان لا يقبل الحكم إلا إذا علم حكمته فيه نوع من الشرك، وهو عبادة الهوى، وأنه إذا وافق الشيء هواه وأدرك حكمته قبله واطمأن إليه ورضي به، وإن لم يكن صار عنده فيه تردّد.
وانظروا إلى الناس اليوم تجدوا أن أكثرهم يطلبون العلة العقلية، حتى إن بعضهم تقول قال الله ورسوله يقول طيب وش الحكمة؟ طيب، أنت مأمور إن كنت مؤمنا أن تكون الحكمة عندك قول الله ورسوله، ولهذا لما سئلت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ بماذا أجابت؟ هاه؟ ( كنّا يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) إذن هذه الحكمة، إذا أجبنا بهذه الحكمة لا يمكن لأحد أن يتكلّم، لكن إذا ذهبنا نأتي بعلل معقولة قد تكون مقصودة للشرع وقد لا تكون أوردوا علينا وناقضونا، لأن هؤلاء إنما يريدون الجدل، فكلما أتيت بعلة نقضوها، ولهذا نقول: كل من سأل ما الحكمة في هذا؟ نقول الحكمة قول الله ورسوله إن كنت مؤمنا، هكذا إن كنت مؤمنا، لأن الله عزّ وجلّ يقول: (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )).