بيان خطأ سؤال الناس عن العلة العقلية والحكمة من العبادة. حفظ
الشيخ : وانظروا إلى الناس اليوم تجدوا أن أكثرهم يطلبون العلة العقلية، حتى إن بعضهم تقول قال الله ورسوله يقول طيب وش الحكمة؟ طيب، أنت مأمور إن كنت مؤمنا أن تكون الحكمة عندك قول الله ورسوله، ولهذا لما سئلت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ بماذا أجابت؟ هاه؟ ( كنّا يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) إذن هذه الحكمة، إذا أجبنا بهذه الحكمة لا يمكن لأحد أن يتكلّم، لكن إذا ذهبنا نأتي بعلل معقولة قد تكون مقصودة للشرع وقد لا تكون أوردوا علينا وناقضونا، لأن هؤلاء إنما يريدون الجدل، فكلما أتيت بعلة نقضوها، ولهذا نقول: كل من سأل ما الحكمة في هذا؟ نقول الحكمة قول الله ورسوله إن كنت مؤمنا، هكذا إن كنت مؤمنا، لأن الله عزّ وجلّ يقول: (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ))، وبهذا نسد عليه الباب، إن أراد أو حاول أن يجادل فإيمانه قوي ولا ضعيف؟
الطالب : ضعيف.
الشيخ : إيمانه ضعيف لا شك، لأن فرض المؤمن أن يقول سمعنا وأطعنا.
خلاصة القول: أن باب الحكمة باب عظيم، ينبغي للإنسان أن يعقله، وأن يؤمن به إيمانا تاما، وأن يعلم أن أفعال الله مقرونة بالحكمة خلافا لمن قال إن أمره وفعله لغير حكمة، بل لمجرّد المشيئة، فإن في هذا من تنقّص الله عزّ وجلّ ما هو معلوم، طيب.