معنى قوله : ( المصطفى ) وبيان أن محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل، وأن الرسل أفضل الخلق، وأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خليل الله وكليمه. حفظ
الشيخ : " على النبي المصطفى كنز الهدى " المصطفى يعني المختار، لأنه مأخوذ من الصفوة، وصفوة الشيء خياره، فهو صلى الله عليه وسلم مصطفى أي: مختار على جميع الخلق، فهو صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل، والرسل أفضل الخلق.
والدليل على أنه أفضل الرسل، أولا: أن الله تعالى قال: (( وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه )) فالتزموا بذلك (( قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )) فهذه الآية نصّ صريح في أن محمّدا صلى الله عليه وسلم إمام الأنبياء، وأنه يجب عليهم اتباعه، لأن الذي جاء مصدّقا لما معهم هو من؟
الطالب : الرسول.
الشيخ : الرسول عليه الصلاة والسلام (( ثم جاءكم رسول مصدّق لما معكم )) كما قال الله تعالى: (( ونزّلنا عليك الكتاب بالحق مصدّقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه )).
الدليل الثاني: أنه في ليلة المعراج لما صلى الأنبياء، من كان إمامهم؟
الطالب : الرسول صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : كان إمامهم محمّدا صلى الله عليه وسلم فهو صفوة الصفوة عليه الصلاة والسلام، ولهذا نقول: المصطفى.
إذا قال قائل: أليس الله تعالى قد اتّخذ إبراهيم خليلا، والخلة أعلى أنواع المحبّة، فما الجواب؟
الطالب : ...
الشيخ : نقول: بلى، لكنه قد اتّخذ أيضا محمّدا خليلا، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( إن الله اتّخذني خليلا كما اتّخذ إبراهيم خليلا ).
فإن قال قائل: أليس الله تعالى قد كلّم موسى تكليما؟ فالجواب: بلى، ولكنّه أيضا كلّم محمّدا صلى الله عليه وسلم تكليما، إذا كان كلّم موسى وموسى في الأرض، فقد كلّم محمّدا ومحمّد فوق السماوات السبع.
فما من صفة كمال لنبي من الأنبياء إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم مثلها أو خير منها، وما من آية لنبي إلا كان لمحمّد صلى الله عليه وسلم مثلها أو لأتباعه، ومعلوم أن الكرامات للأتباع كالمعجزات للنبي المتبوع.