معنى قوله : ( كنـز الهدى ) وبيان أن نبينا صلى الله عليه وسلم يملك هداية الدلالة لا هداية التوفيق والفرق بينهما . حفظ
الشيخ : قال: " كنز الهدى " كنز الهدى يعني: أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو الكنز، لكن مو كنز الذهب والفضة، ولكنه كنز الهدى، أي هدى هو؟ هدى الدلالة والإرشاد، فالنبي عليه الصلاة والسلام هو العلم والمنار الذي يهتدى به، لكنه ليس كنز الهدى بمعنى التوفيق، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يهدي أحدا أبدا، لو استطاع أن يهدي أحدا لهدى عمّه أبا طالب الذي أحسن إليه ودافع عنه وناضل عنه وحماه ومع ذلك كان يقول له عند موته: ( يا عمّ، قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ) لكنه والعياذ بالله قد حقّت عليه كلمة العذاب فلم يقل هذا وإنما كان قوله " هو على ملة عبد المطلب " فأبى أن يقول لا إله إلا الله، ولكن من أجل أن هذا الرجل دافع عن الإسلام وحمى النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه جازاه الله عزّ وجلّ بجزاء لم يكن لغيره من الكافرين، فأذن الله لنبيّه أن يشفع فيه، فشفع فيه النبي عليه الصلاة والسلام، في أبي طالب، فكان في ضحضاح من نار وعليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه، أعوذ بالله! وهو أهون أهل النار عذابا، إذا كان الدماغ أبعد ما يكون عن النعلين يغلي فما بالك بما تحته، ولهذا نقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم كنز الهدى هدى العلم والدلالة دون التوفيق والعمل، فإنه لا يستطيع أن يهدي أحدا هداية توفيق وعمل، وإذا كان هذا في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي حق غير الرسول من باب أولى، يعني نحن لا نملك هداية الناس هداية توفيق، إنما علينا أن نهديهم هداية دلالة وإرشاد ونسأل الله أن يعيننا على ذلك، ما أكثر ما أضعنا حتى في الدلالة والإرشاد، لكن نحن وظيفتنا أن ندل ونرشد ونبين وندعو ونأمر وننهى ونغيّر، وكل هذا بقدر الاستطاعة، فهنا بيان ودعوة وأمر وتغيير.
كثير من الناس يظن أن معناها واحد، وليس كذلك، البيان أن تبين بيانا عاما للناس، والدعوة أن تقول افعلوا يا أيها الناس وتدعوهم، تدعوهم كالذي يدعو الغنم للشرب وما أشبه ذلك، تأمرهم تقول يا فلان افعل كذا، فالأمر أخص من مجرّد الدعوة، بعد ذلك أعلى شيء هو التغيير، إذا رأيت مثلا آلة لهو ما تنهاه تقول يا فلان لا تستعملها ماذا تصنع؟ تأخذها وتكسّرها تأخذها وتكسّرها، وكل هذا والحمد لله منوط بالاستطاعة ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه ).
كثير من الناس يظن أن معناها واحد، وليس كذلك، البيان أن تبين بيانا عاما للناس، والدعوة أن تقول افعلوا يا أيها الناس وتدعوهم، تدعوهم كالذي يدعو الغنم للشرب وما أشبه ذلك، تأمرهم تقول يا فلان افعل كذا، فالأمر أخص من مجرّد الدعوة، بعد ذلك أعلى شيء هو التغيير، إذا رأيت مثلا آلة لهو ما تنهاه تقول يا فلان لا تستعملها ماذا تصنع؟ تأخذها وتكسّرها تأخذها وتكسّرها، وكل هذا والحمد لله منوط بالاستطاعة ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه ).