معنى قوله: ( الأبرار ) وبيان فضل الصحابة وذكر حقهم علينا، والرد على من إذا قيل لهم : قال فلان من الصحابة المعروفين بالفقه والعلم ، يقول : هذا قول صحابي ولا نوافقه . حفظ
الشيخ : الأبرار جمع برّ، وضدّها الفجار قال الله تعالى: (( كلاّ إن كتاب الفجّار لفي سجّين )) وبعد ذلك قال (( كلاّ إن كتاب الأبرار لفي عليّين )) فالأبرار جمع برّ، وضدّه الفاجر، والبرّ في الأصل كثير الخير، ومنه قوله تعالى: (( إنّا كنّا من قبل ندعوه إنّه هو البرّ الرّحيم )). فالأبرار هم كثيرو العمل الصالح الذين أكثروا من الأعمال الصالحة، ولا نعلم أحدا من الخلق أكثر عملا في الصالحات من الصحابة رضي الله عنهم، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ) ويجب علينا نحن خلف الأمة أن نعرف لهؤلاء السلف حقّهم وقدرهم، وأن نحترمهم في أقوالهم وأفعالهم ما وجدنا لها مكانا في الاحترام.
ومن المؤسف أن من الخلف اليوم ولا سيما بعض المدّعين للاجتهاد الذين يرونهم أنهم مجتهدون على الإطلاق، وأنهم كالثريا بالنسبة للثرى مع العالم الآخر، من المؤسف أن هؤلاء عندما تقول لهم قال فلان من الصحابة المعروفين بالفقه والعلم يقول لهذا: قول صحابي ولا نوافق! أشمت الله بالعدو الأعدى، كيف قول صحابي، وبهذه البساطة تتكلم بهذا الكلام! قول صحابي ولا نعمل به، حتى إن بعضهم قال: إن الأذان الأول للجمعة بدعة! يا ولد سنّه الخليفة الراشد الذي أمرنا باتّباعه عثمان بن عفّان! قال: ما سنه الرسول عليه الصلاة والسلام! إذن حكم على خليفة المسلمين الثالث وعلى المسلمين عموما بالضلال، لأني لا أعلم إلى ساعتي هذه أن أحدا من الصحابة أنكروا على عثمان هذا الأذان، فيكون الصحابة مجمعين على إقرار الضلالة، ويكون الخليفة الراشد ضالا، لأن كل بدعة ضلالة، وهذا والعياذ بالله غرور بالنفس وزهوّ، ولا شك أن من ترافع إلى هذا الحدّ سوف يضعه الله، وأنّ من تواضع لله رفعه الله، يجب أن نعرف لهؤلاء السلف حقّهم ومنزلتهم عند الله وفي العلم وفي العبادة، صحيح أنه إذا قال أحد قولا مخالف للكتاب والسنة والإنسان غير معصوم فلنا أن نرده لكن نردّه مع الاعتذار عنه، أما أن نردّه بهذه الوقاحة في أمر اجتهادي قد يكون الصواب مع الصحابي لا معك فهذا غلط.
حدّثني بعض الإخوة أنهم جاءهم رجل وقال لهم إن التكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد هذا ليس بصحيح، ولا تقل هكذا، لماذا؟ قال لأنه ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأغفل أنه مروي عن عمر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، خليفتان من خلفاء المسلمين أن صفة التكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، وعن ابن مسعود أو غيره من الصحابة التكبير ثلاث مرات، كيف نقول إن هذا لا يقال لأنه قول صحابي ليس فيه حديث عن الرسول؟! قول الصحابي خير من قولك. أنا لا أقول عيّن هذا القول، لكن أقول لا تنكر هذا القول، لأن الإنكار يحتاج إلى دليل، وقول الصحابي إذا لم يخالف الدليل دليل على قاعدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وعلى ظاهر الأدلة العامّة ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ).
فالمهم أنني أحثّكم بارك الله فيكم على الحذر من هؤلاء وطريقتهم الذين لا يقيمون وزنا للسلف الصالح ولا يحترمونهم ويعدّون القول منهم كقول السوقة من الناس اليوم، فإن الواجب أن نحترم أقوالهم، وإذا رأيناها مخالفة للدليل نطلب لهم أيش؟
الطالب : العذر.
الشيخ : العذر، ونقول لعله لم يبلغه، لعلّه تأوّل، ولهذا الصحابة رضي الله عنهم علموا أن عثمان بإتمامه للصلاة في منى ليس على صواب، وهم مع ذلك ما شنّعوا عليه وما انفصلوا عنه في الصلاة، بل أتمّوا الصلاة.
من هذا الطراز أنا الحقيقة لو ضيّعت عليكم الدرس لكن هذا مفيد، من هذا الطراز أننا رأينا في المسجد الحرام أقواما إذا صلوا خمس تسليمات انصرفوا، لماذا؟ قال لأن هذا مبتدع، هذا الإمام مبتدع، السبب؟ قال قالت عائشة رضي الله عنها ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ) إذن فما زاد على ذلك فهو بدعة.