معنى قوله:( رب الحجى ماحي الدجى الشيباني ) والكلام على المنطق وتعلمه حفظ
الشيخ : " رب الحجى ماحي الدجى الشيباني " " رب " بمعنى صاحب، و " الحجى " بمعنى العقل، يعني صاحب العقل، " ماحي الدجى " أي الظلمة بما لديه من نور الرسالة، وهذا علمه بالأثر، فالإمام أحمد رحمه الله عنده معلوم المعقول ومعلوم المنقول، ومن راجع كتبه ورسائله عرف أن الرجل يتكلم بالمعقول كما يتكلّم بالمنقول، وإن كان هو في علم الأثر أقوى منه في علم النظر، لأن الأمة الإسلامية في عهده لم تكن بلغت مبلغا كبيرا في الاستدلال بالنظر والمعقول، لكن مع ذلك يجادل أهل الباطل بالمعقول، لأن المعقولات التي تشعّبت في الأمة الإسلامية هي من علم المنطق الذي قال عنه شيخ الإسلام رحمه الله " إنه لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد " والناس يعرفون الجدل والمناظرة حتى قبل عثورهم على علم منطق اليونان. فالحاصل أن هذا الشطر من البيت يدل على أن الإمام أحمد رحمه الله عنده علم بالمعقول وعلم بالمنقول، علم بالمعقول في قوله " رب الحجى " والمنقول " ماحي الدجى ".
" الشيباني " يعني أنه من بني شيبان رحمه الله، وهذا نسبه، ومن أراد المزيد من العلم بحياته فليرجع إلى ما صنّف في تاريخ حياته، وقد صنّف في تاريخ حياته مصنّفات مستقلة، وذكر أيضا على سبيل التبع في كتب الرجال وكتب التاريخ.