مناقشة الشيخ للطلاب حول ما سبق حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه.
القارئ : قال رحمه الله تعالى:
" ولا نرد ذاك بالعقول *** لقول مفتر به جهول
فعقدنا الإثبات يا خليلي *** من غير تعطيل ولا تمثيل
وكل من أول في الصفات *** كذاته من غير ما إثبات
فقد تعدّى واستطال واجترى *** وخاض في بحر الهلاك وافترى "
.
الشيخ : بس، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
سبق لنا أنه لا يجوز الاعتماد في باب الصفات على العقل وأعللنا ذلك بعلل، نعم؟
الطالب : لأن عقول البشر تختلف في وصف ما يستحقه الله سبحانه وتعالى، فتختلف عقول الناس فيما
الشيخ : يعني تناقض العقلاء فيما بينهم فيما يثبت وفيما ينفى، هذا واحد.
الطالب : نقول إن مقتضى العقل أن نرجع إلى المنقول، ويقدّم على المعقول، لأنه خبر محض.
الشيخ : نعم، أن نقول: لو حكّمنا العقل في هذا لكان مقتضى ذلك أن نرجع إلى المنقول، لأن صفات الله عزّ وجلّ من باب الخبر المحض التي يعتمد فيها على النقل المحض. نعم؟
الطالب : لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فكما أننا لا نحيط بذاته فكذلك لا نحيط بأسمائه ولا صفاته.
الشيخ : نحن ذكرنا هذا؟
الطالب : ...
الشيخ : والله ما أدري، هو إذا صار من كيسك ننظر فيه.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : أن العقول لا يمكن أن تثبت لله ...
الشيخ : أن العقول لا يمكنها إدراك ما يجب لله ويمتنع ويجوز على سبيل التفصيل، هذا لا يمكن، صحيح على سبيل الإجمال تدرك العقول بأن الله موصوف بصفات الكمال منزّه عن صفات النقص، لكن على سبيل التفصيل لا يمكن، لا يمكن. طيب في وجه رابع؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب، أنه يمتنع عقلا أن تتحدّث عن شخص تجهل حقيقة صفاته فكيف بتحدّثك عن الخالق الذي لا مثيل له. طيب. إذن لا يمكن الرجوع إلى العقل، ثم نقول: في الرجوع إلى العقل أيضا محذور آخر غير هذه الوجوه الأربعة، أن الذين رجعوا إلى العقول في هذا ارتكبوا محذورين: أنهم يقولون على الله ما لا يعلمون، وينفون عن الله ما قاله عن نفسه، هؤلاء ارتكبوا محذورا عظيما.