معنى قوله:( ولا تمثيل ) وأن التعبير بالتمثيل أولى من التعبير بالتشبيه من ثلاثة أوجه: حفظ
الشيخ : طيب، يقول " ولا تمثيل " يعني كذلك أيضا نثبت بلا تمثيل، وهذا من المؤلف جيد جدّا حيث أتى بنفي التمثيل دون نفي التشبيه، فإن هذا أولى، أولى لوجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن نفي التمثيل هو الذي جاء به النص، كما قال الله تعالى (( ليس كمثله شيء ))، وقال تعالى: (( فلا تضربوا لله الأمثال ))، ولا شكّ أن استعمال الألفاظ التي جاءت بها النصوص أولى بكثير من استعمال ألفاظ جديدة، لماذا؟ لأنك إذا استعملت الألفاظ التي جاءت بها النصوص ربطت الناس ربطتهم بالنصوص، وربط الناس بالنصوص له أثر جيد محبوب. وثانيا: إذا استعملت الألفاظ التي جاءت بها النصوص سلمت من أي اعتراض، لماذا؟ لأن النصوص محكمة ما فيها تناقض ولا اختلاف. وثالثا: أنك إذا استعملت الألفاظ التي جاءت بها النصوص فإن ذلك أدق وأبين مما إذا استعملت عبارات أخرى وإن كانت فيما يبدو للسامع مرادفة لما جاءت به النصوص. إذن من غير تمثيل نقول أولى من وجوه ثلاثة:
الأول: أن ذلك هو اللفظ الذي جاء به النص.
الثاني: أن نفي التشبيه من أي وجه لا يصحّ، لأنه ما من شيئين موجودين إلا وبينهما تشابه في الجملة، لولا هذا التشابه ما استطعنا أن نعرف المعنى أبدا، فللّه حياة وللإنسان حياة، فيهما تشابه، لكن هل فيه تشابه فيما يختص به كل واحد؟ هاه؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، للمخلوق حياة تتميز عن حياة الخالق، وللخالق حياة تتميز عن حياة المخلوق، كما أن للخالق ذاتا تتميّز عن ذات المخلوق، وكذلك للمخلوق ذات تتميز عن ذات الخالق. الوجه الثالث: أن نفي التشبيه صار يطلق على نفي الصفات، لأن من الناس من يقول: كل من أثبت لله صفة فهو مشبّه، فإذا قلت من غير تشبيه صار معناها عند هذا القائل من غير إثبات صفات، وهذا معنى باطل.
إذن فما نقرؤه من كلمة من غير تشبيه في كثير من الكتب المؤلفة في هذا الباب إنما يريدون به من غير؟
الطالب : تمثيل.
الشيخ : من غير تمثيل، لأن نفي التشبيه من كل وجه كما عرفتم لا يصحّ، ولأن نفي التشبيه يرى بعض الناس أو يعتقد بعض الناس أن كل من أثبت لله صفة فهو مشبه، ويكون المعنى على اعتقاد هذا من غير إثبات صفات، وأما الوجه الثالث فهو اللفظ الذي جاء به القرآن.