معنى قوله:( وكل من أول في الصـفـات كـذاتـه مـن غـيـر إثـبات ) والكلام على التأويل والتحريف حفظ
الشيخ : طيب، ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى: " فكل من أوّل في الصفات *** كذاته في غير ما إثبات
فقد تعدى "
، " كلّ " مبتدأ والخبر " فقد تعدّى " وقرن المؤلف الخبر بالفاء لأن المبتدأ يشبه الشرط في العموم، قال العلماء: وإذا كان المبتدأ يشبه الشرط في العموم حسن اقتران خبره بالفاء ومثّلوا لذلك بقولهم " الذي يأتيني فله درهم " وهذا مثله، كل من أوّل فقد تعدى، " فكل من أول في الصفات "، " من " اسم موصول يشمل كل مؤوّل، يعني: سواء كان تأويله عاما أو خاصا، فإذا أوّل أيّ نص من غير ما إثبات، فإنه يكون متعدّيا، وسواء أوّل في الصفات الخبرية، أو في الصفات الفعلية، أو في الصفات الذاتية، فإنه يعتبر متعدّيا، فمن قال مثلا إن المراد باليدين النعمة فهو مؤوّل، ومن قال إن المراد بالوجه الثواب فهو مؤوّل، ومن قال إن المراد بالاستواء الاستيلاء فهو مؤوّل، وتسميتنا إياه تأويلا من باب التسامح، وإلا فالحقيقة أن هذا تحريف، فكل تأويل ليس له أصل فإننا ينبغي أن نسمّيه تحريفا كما نطق به القرآن (( يحرّفون الكلم عن مواضعه )) فكل من أول الكلم عن موضعه وحمله على معنى آخر فقد حرّف.