معنى قوله:( كذاته من غير ما إثبات ) ومعنى حديث:" لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " وهل هذا تأويل للنصوص؟ حفظ
الشيخ : وقوله: " كذاته " يعني كما أن من أوّل في ذات الله من غير إثبات فهو معتدٍ، فكذلك من أوّل في الصفات، وهذا إشارة من المؤلّف بأن القول في الصفات كالقول في الذات، فكما أننا نثبت لله عزّ وجلّ ذاتا لا تشبه ذوات المخلوقين، فإننا نثبت له صفاتا لا تشبه صفات المخلوقين.
وقوله: " من غير ما إثبات " يعني: من غير ما دليل على تأويله، فإنه يكون متعدّيا.
فإن وجد دليل للتأويل فإن ذلك لا بأس به، ولا يعدّ هذا تعدّيا، مثاله قوله سبحانه وتعالى: ( لا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) هذا حديث قدسي، لو قال قائل: ظاهر الحديث أن الله يكون سمع الإنسان وبصره ويده ورجله، فلماذا تؤوّلون هذا الحديث وتقولون إن المراد أن الله يسدّد هذا الرجل في سمعه وبصره ومشيه وبطشه؟ ما الجواب؟
نقول: الجواب لأن عندنا دليلا يدل على ذلك، ما هو الدليل؟ استمع، يقول الله عزّ وجلّ: ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) فهنا فيه عابد ومعبود لقوله ( ما تقرّب إليّ عبدي ) فيه متقرِّب ومتقرَّب إليه ( ما تقرّب إليّ عبدي )، فيه فارض ومفروض عليه ( مما افترضت عليه )، وهنا أيضا سائل ومسؤول، ومعطٍ ومُعطى، ومستعيذ ومستعاذ به ( ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) وكل هذا يدل على التباين بين هذا وبين هذا، فإذا كان هذا دالّا على التباين فكيف يكون هذا الشيء المبايِن بعضا من الشيء المبايَن؟ كيف يكون سمعه وبصره ويده ورجله؟! هذا مستحيل، أيضا السمع والبصر، واليد والرجل بعض من أيش؟
الطالب : مخلوق.
الشيخ : بعض من مخلوق، ولا يمكن أن يكون بعض المخلوق هو الخالق، هذا شيء مستحيل، فعندنا دليل على هذا التأويل، وإذا قام الدليل على التأويل، فإننا نقول ليس ظاهر الحديث مقصودا، بل لنا أن نقول إن هذا الظاهر الذي ادعي ليس هو ظاهر الحديث، لأن ظاهر الحديث يناقض سياقه، لأن ظاهر الحديث المزعوم يناقض سياقه، ومعلوم أن ظاهر الكلام ما يقتضيه سياقه، والألفاظ ليس كل لفظ له معنى منفرد.
وقوله: " من غير ما إثبات " يعني: من غير ما دليل على تأويله، فإنه يكون متعدّيا.
فإن وجد دليل للتأويل فإن ذلك لا بأس به، ولا يعدّ هذا تعدّيا، مثاله قوله سبحانه وتعالى: ( لا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) هذا حديث قدسي، لو قال قائل: ظاهر الحديث أن الله يكون سمع الإنسان وبصره ويده ورجله، فلماذا تؤوّلون هذا الحديث وتقولون إن المراد أن الله يسدّد هذا الرجل في سمعه وبصره ومشيه وبطشه؟ ما الجواب؟
نقول: الجواب لأن عندنا دليلا يدل على ذلك، ما هو الدليل؟ استمع، يقول الله عزّ وجلّ: ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) فهنا فيه عابد ومعبود لقوله ( ما تقرّب إليّ عبدي ) فيه متقرِّب ومتقرَّب إليه ( ما تقرّب إليّ عبدي )، فيه فارض ومفروض عليه ( مما افترضت عليه )، وهنا أيضا سائل ومسؤول، ومعطٍ ومُعطى، ومستعيذ ومستعاذ به ( ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) وكل هذا يدل على التباين بين هذا وبين هذا، فإذا كان هذا دالّا على التباين فكيف يكون هذا الشيء المبايِن بعضا من الشيء المبايَن؟ كيف يكون سمعه وبصره ويده ورجله؟! هذا مستحيل، أيضا السمع والبصر، واليد والرجل بعض من أيش؟
الطالب : مخلوق.
الشيخ : بعض من مخلوق، ولا يمكن أن يكون بعض المخلوق هو الخالق، هذا شيء مستحيل، فعندنا دليل على هذا التأويل، وإذا قام الدليل على التأويل، فإننا نقول ليس ظاهر الحديث مقصودا، بل لنا أن نقول إن هذا الظاهر الذي ادعي ليس هو ظاهر الحديث، لأن ظاهر الحديث يناقض سياقه، لأن ظاهر الحديث المزعوم يناقض سياقه، ومعلوم أن ظاهر الكلام ما يقتضيه سياقه، والألفاظ ليس كل لفظ له معنى منفرد.