معنى قوله:( وصحبه ) تعريف الصحبة وبيان تفاضلهم. حفظ
الشيخ : ثم قال " وصحبه " صحب الرسول من هم؟ كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك، ولكن نعلم أن الصحابة طبقات ليسوا طبقة واحدة (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاّ وعد الله الحسنى )) حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لخالد بن الوليد ومن هو خالد؟ تعرفونه، لما نازع عبد الرحمن بن عوف قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: ( لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحد مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّه ولا نصيفه ) ففرّق بين خالد الذي تأخّر إسلامه وبين عبد الرحمن بن عوف الذي يعتبر من السابقين للإسلام.
المهم أن الصحب طبقات، طبقات في الصحبة، طبقات في الهجرة، طبقات في العلم، طبقات في كل شيء، لا يوجد أحد أفضل من أبي بكر رضي الله عنه من الصحابة، لأن الله تعالى نص على صحبته في القرآن الذي يتلى إلى يوم القيامة: (( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )) الله أكبر! أثبت الصحبة له وأثبت المعيّة له، المعية الخاصة له مع الرسول صلى الله عليه وسلم (( إن الله معنا ))، ثم يليه بلا شك عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي اختاره أبو بكر، ونحن نشهد الله عزّ وجلّ أن أبا بكر أشدّ الناس أمانة وأصدقهم فراسة، أشد أمانة لأننا نعلم لو كان الرجل يريد الخيانة ما ولّى أبا بكر كان ولّى أحد أبنائه.
الطالب : ما ولّى عمر.
الشيخ : قصدي ما ولى عمر، لولّى أحد أبنائه أو أحد قومه، لكنه أمين على هذه الأمة، فأدّى الأمانة رضي الله عنه حيّا وميّتا، ونعلم أنه أصدق الناس فراسة، لأنه ولّى عليهم من هو خير الناس بعده، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان دائما يقول: ( ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، وجئت أنا وأبو بكر وعمر ) ودائما يقترن اسم هذين الرجلين باسم الرسول عليه الصلاة والسلام، ولهذا شاء الله سبحانه وتعالى بحكمته أن يكون هؤلاء الثلاثة قرناء في الحياة وفي الممات، فقبورهم في مكان واحد، ويوم القيامة يقومون من قبورهم قيام رجل واحد، وهذه هي الميزة والفضيلة والفضل.
المهم أن الصحب يختلفون، لكن على كل حال لا أحد يساوي الصحابة رضي الله عنهم في فضل الصحبة أبدا، الصحبة لا يمكن أن يشاركهم فيها أحد، في العلم ربما يوجد من التابعين من هو أعلم من بعض الصحابة، ... رجل أعرابي لو جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وآمن به، وأخذ منه ما أخذ من الشريعة وانصرف إلى قومه، ولم يأت إلى المدينة للتعلم، لا شكّ أن من التابعين من هو أعلم منه، ولكن الصحبة التي هي رؤية النبي عليه الصلاة والسلام مع الإيمان به لا توجد في غير الصحابة.