معنى قول الناظم: ( الباب الأول في معرفة الله تعالى ) بيان أن معرفة الله قسمان: معرفة وجود ومعاني ، ومعرفة كنه وحقيقة . حفظ
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى: " الباب الأول في معرفة الله تعالى:
أول واجب على العبيد *** معرفة الإله بالتسديد
بأنه واحد لا نظير *** له ولا شبه ولا وزير
صفاته كذاته قديمة "
.
الشيخ : بس.
بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى: " الباب الأول " والذي قد مضى من هذه العقيدة المقدّمة، وكان بودّي لو ذكّرتكم أننا إذا انتهينا من باب أو من مقطع من الباب، نأخذ مراجعة لكان هذا هو الواقع، لكن قدر الله وما شاء فعل.
الطالب : ..
الشيخ : الآن فات الأوان.
الطالب : ... .
الشيخ : من الباب القادم؟ طيب.
الطالب : الذي فاتنا المقدمة.
الشيخ : لا، والمقدّمة فيها بحوث طيّبة.
قال: " الباب الأول: في معرفة الله عزّ وجلّ " معرفة الله سبحانه وتعالى نوعان: معرفة ذاته بالوجود ومعرفة صفاته، ومعرفة ذاته في الكنه والحقيقة، ومعرفة صفاته كذلك. يعني نقول هي قسمان: معرفة وجود ومعانٍ، ومعرفة كنه وحقيقة.
أما معرفة الوجود والمعاني فهذا هو المطلوب منا، أما معرفة الكنه والحقيقة فهذا غير مطلوب منا لأنه مستحيل، يعني لو قال قائل: تعرف الله مثلا، تعرف حقيقة ذاته وحقيقة صفاته؟ لكان الجواب: لا، لا نعلم ذلك، وليس مطلوبا منّا هذا، والوصول إلى ذلك مستحيل، مستحيل أن تعرف الله عزّ وجلّ في حقيقة ذاته، وش ذاته؟ الإنسان تعرف حقيقة ذاته، ما حقيقته؟ لحم ودم وعظم ومكوّنات الجسم، لكن الرب عزّ وجلّ لا تعرف هذا، صفات الإنسان تعرف حقيقتها وكنهها التي عليه، فوجه الإنسان تعرف الوجه، تعرف العين، تعرف القدم، تعرف اليد، تعرف الأصابع، لكن صفات الله عزّ وجلّ لا تصل إلى حقيقتها وكنهها، والمطلوب إذن معرفة الذات بالوجود، ومعرفة الصفات بماذا؟ بالمعاني، أما معرفة الكنه والحقيقة فهذا مما لا يعلمه إلا الله عزّ وجلّ.
نعم، طيب، فصار قول المؤلف "في معرفة الله" لا بد فيه من هذا التقسيم.