معنى قوله:( بأنه واحد لا نـظيـر له ولا شبه ولا وزير ) وأن الله واحد في ذاته وصفاته وأحكامه الكونية والشرعية. حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف: " بأنه واحد " " بأنه " أي الله عزّ وجلّ، " واحد " واحد في ذاته وصفاته وأحكامه الكونية والشرعية، فهو واحد في ذاته لا نظير له ولا شبه له ولا وزير، وواحد أيضا في ربوبيته فلا أحد يتصرّف معه، ولا أحد يملك معه، ولا أحد يعينه، بل لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه لكمال سلطانه، وكذلك واحد في ألوهيّته، فلا يعبد إلا هو عزّ وجلّ، ولا يتألّه إلا إليه، ويجب أن يصرف الإنسان حبه وتعظيمه كلّه لله عزّ وجل، فلا يحبّ إلا ما يحبّه الله ولا يرضى إلا بما يرضى الله، ويكره ما كره الله، ويبغض ما أبغضه الله، حتى يكون قلبه كله وإرادته لله عزّ وجلّ، فيوحّدها بالقصد والعبادة.
كذلك واحد في صفاته، ليس له نظير في صفاته، لا الصفات المعنوية ولا الصفات الخبرية، لا الذاتية اللازمة، ولا الفعلية المتعلّقة بمشيئته عزّ وجلّ.
يقول: " بأنه واحد لا نظير له " النظير يعني المماثل والمشابه، وعليه فلا شبه من باب عطف المتماثلين أو المترادفين، كقول الشاعر: " فألفى قولها كذبا ومينا " الكذب والمين معناهما واحد وإن اختلفا في اللفظ، والنظير والشبيه معناهما واحد وإن اختلفا في اللفظ، وهذا من باب التوكيد اللفظي، نعم.
وقوله: " ولا شبه " سبق لنا أن الأولى أن نعبّر بقولنا لا مثل، للوجوه الثلاثة السابقة.
طيب، لا نظير له في ذاته، ولا شبيه له في ذاته، وكذلك لا شبيه له في صفاته سبحانه وتعالى وفي أفعاله.
" ولا وزير " الوزير المعين، ومنه قوله تعالى عن موسى: (( واجعل لي وزيرا من أهلي هارون )) فالوزير هو المعين، مأخوذ من المآزرة وهي المعاونة، فالله سبحانه وتعالى ليس له أحد يعينه، لأنه قادر على كل شيء (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ))، وقد أشار الله تعالى إلى هذا المعنى في قوله (( قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير، ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) انتبه (( لا يملكون مثقال ذرّة في السماوات ولا في الأرض )) على سبيل أيش؟ على سبيل الاستقلال (( وما لهم فيهما من شرك )) على سبيل المشاركة، والفرق بين الاستقلال والمشاركة أظن واضحا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : فمثلا هذا لي أنا مستقل به، وهذا بيني وبينك أنا شريك فيه، فهم لا يملكون شيئا على سبيل الاستقلال ولا على سبيل المشاركة مع الله عزّ وجلّ، (( وما له )) أي ما لله (( منهم )) من هؤلاء المدعوّين (( من ظهير )) أي معين، فهم لا يعاونون الله بشيء، ثم مع ذلك لا تستطيع هذه الآلهة أن تشفع (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) وبنفي هذه الأمور الأربعة تنقطع الأسباب التي يتعلق بها مَن؟ المشركون، لأن غاية ما يتعلّقون به أنهم يقولون (( إنما نعبدهم ليقرّبونا إلى الله زلفى )) فقطع الله كل سبب.