معنى قوله:( أسمائه ثابتة عظيمة ) حفظ
الشيخ : " *** أسماؤه ثابتة عظيمة " أسماء الله سبحانه وتعالى ثابتة عظيمة، " ثابتة " بمعنى أنها حق، يجب الإيمان بها وإثباتها، "عظيمة" لاشتمالها على أحسن الصفات وأكملها.
وأسماء الله سبحانه وتعالى البحث فيها من وجهين أو أكثر: الوجه الأول: أسماء الله سبحانه وتعالى كلها حسنى، فليس فيها نقص بوجه من الوجوه، ولا بحال من الأحوال، قال الله تعالى: (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ))، وقال تعالى: (( هو الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى )) فوصفها باسم التفضيل، فليس فيها نقص بوجه من الوجوه.
البحث الثاني: أسماء الله متضمنة لصفاته، كل اسم من أسماء الله متضمن لصفة من صفاته أو أكثر، بحسب أنواع الدلالة، وذلك لأن كل اسم من أسماء الله فهو مشتق من صفته، فالرحمن متضمن للرحمة، والخالق متضمن للخلق، ونحن نقول: إن كل اسم متضمن لصفة فأكثر حسب مدلول هذا الاسم، أو حسب أنواع الدلالة، قد يدل الاسم على صفة أو صفتين أو أكثر حسب مقتضى الدلالة، فمثلا: الخلاق من أسماء الله ولا لا؟ هاه؟ (( إن ربك هو الخلاق العليم )) الخلق يتضمن علما ولا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ويتضمن قدرة، ويتضمن خلق، فهو دال على الخلق بمقتضى مادته، ودال على العلم والقدرة بلازمه، ما أدري واضح ولا لا؟ الخلاق دال على الخلق بمقتضى المادة، لأن خلاق من الخلق، ودال على العلم والقدرة دلالة التزام، لأن من لازم الخلق العلم والقدرة، فمن لا علم عنده لا يمكن أن يخلق، وكيف يخلق وهو ما يعرف يخلق؟! ومن لا قدرة عنده، نعم، لا يخلق، كيف يخلق وهو ضعيف؟! ونحن نضرب لكم مثلا في الإنسان، إنسان قيل له: اصنع لنا مسجلا، وهو إنسان عنده المواد الخام، وعنده قدرة ونشاط وذكاء، لكن ما عنده علم، ما يدري، ما يدري كيف يركب المسجل، هذا يمكن أن يصنع المسجل ولا لا؟ ما يمكن، يبي يعقد لنا هالأسلاك وهالبراغيات والأشياء هذه ما هو بعارف، نقول هذا ما يقدر يصنع المسجل، ليش؟ لعدم العلم.
طيب، إنسان عنده علم، هلا عليكم السلام.
الطالب : ...
الشيخ : أنت من البلدية؟ إيه زين، اسمك؟
الطالب : محمد ... .
الشيخ : طيب، قلنا هذا الرجل ما يستطيع يصنع، ليش؟ لعدم علمه.
إنسان مهندس تماما ودارس ويقرأ ويعرف، لكنه مشلول، مشلول ما يعرف ما يقدر يصلح شيء، يقدر يصنع المسجل؟
الطالب : لا.
الشيخ : ليش؟ لعدم القدرة.
إذن فاسم الله الخلاق تضمن الآن كم من صفة؟ ثلاث صفات: الخلق والعلم والقدرة، ولهذا قال الله عز وجل: (( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ))، قال (( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير )) يعني أخبرناكم بذلك لتعلموا أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، ولولا علمه وقدرته ما خلق السماوات والأرض، نعم.