المبحث الثالث: هل أسماء الله عز وجل محصورة بعدد معين معلوم أو لا ؟ والجواب عن حديث :" إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة " حفظ
الشيخ : البحث الثالث في الأسماء: هل أسماء الله عز وجل محصورة بعدد معين، بعدد معين معلوم أو لا؟
الجواب: لا، ليست محصورة، ولا يمكن حصرها، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور حديث ابن مسعود في دعاء الغم والكرب أو الغم والهم، قال: ( أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ) إلى آخره، الشاهد قوله: ( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) وهذا يدل على أن من أسماء الله ما استأثر الله به، وما استأثر الله به فلا يمكن الوصول إليه، لأنه لو أمكن الوصول إليه لم يكن مستأثرا به، ولهذا قال: ( استأثرت به في علم الغيب عندك ). فإذن ليست أسماء الله محصورة ولا يمكن حصرها.
فإذا قال قائل: كيف نجمع بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ) ؟ فالجواب: أن هذا الحديث الثاني لا يدل على الحصر، وإنما يدل على حصر معين، وهو أن من أسماء الله تسعة وتسعين اسما إذا أحصيتها دخلت الجنة، يعني: إذا أحصيت تسعة وتسعين اسما من أسماء الله، فإنك تدخل الجنة، واضح؟ نظيره لو قلت: عندي عشر سيارات أعددتها لحمل البطحا، هل معنى ذلك أنه ليس عندك إلا عشر؟ هاه؟ لا، لكن هذه العشر خصت بأنها معدودة أو معدة لحمل البطحا، في سيارات أخرى معدة لحمل الخشب، معدة لحمل الرجال، لحمل الأمتعة، المهم أن مثل هذا التعبير لا يدل على الحصر.