الصفة الأولى وهي صفة الحياة لله، وبيان أن حياة الله كاملة لا كحياة المخلوق، وانتفاء النوم والسنة عن الله. حفظ
الشيخ : أولا: " له الحياة " يعني: أن الله تعالى موصوف بالحياة، وهذا مذكور في القرآن في عدة مواضع، قال الله تعالى: (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) من أين أثبتنا الحياة؟ من قوله (( الحي )) لأنه سبق لنا أن الاسم يدل على الذات وعلى الصفة، فالحي يدل على أن هناك ذاتا توصف بالحياة، إذن له الحياة، حياة الله عز وجل حياة كاملة ليس فيها نقص بوجه من الوجوه، قال الله تعالى: (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ))، وقال تعالى: (( وتوكل على الحي الذي لا يموت )) فحياته عز وجل لم تسبق بعدم، ولا يلحقها موت، ولا يعتريها سنة ولا نوم، لأنها حياة كاملة. حياة المخلوق ناقصة في أولها وآخرها وأثنائها، فهي حياة مسبوقة بعدم، ملحوقة بموت، مخلوطة بنوم وسِنة، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذا.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
" له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر
بقدرة تعلقت بممكن *** كذا إرادة فعي واستبن
والعلم والكلام قد تعلقا *** بكل شيء يا خليلي مطلقا "

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
قال المؤلف رحمه الله: " له الحياة " شرع المؤلف في بيان الصفات على سبيل التفصيل، فقال: " له الحياة " لمن؟ لله عز وجل، والحياة هنا أل فيها للاستغراق، يعني: الحياة الكاملة أو لبيان الحقيقة، وتعرف الحقيقة بحسب ما تضاف إليه الصفة، فالحياة المضافة إلى الله ليست كالحياة المضافة إلى البشر أو إلى المخلوق على سبيل العموم. حياة الله عز وجل أزلية أبدية، أي: لم يزل ولا يزال حيا، ثم هي حياة أيضا كاملة لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه، قال الله سبحانه وتعالى: (( وتوكل على الحي الذي لا يموت )) فهذا منع، فهذا فيه الامتناع عن زوال هذه الحياة، (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم )) وهذا منع لوصفها بالنقائص، فهي حياة كاملة، ليس فيها سنة ولا نوم، حياة دائمة ليس فيها موت، حياة أزلية لأنها لم تسبق بعدم، وكل حياة البشر بل كل حياة المخلوق مسبوقة بعدم، كل المخلوقات حياتها مسبوقة بالعدم،كذلك أيضا قابلة للزوال، جميع حياة الأحياء قابلة للزوال غير الله عز وجل، حتى ما خلق للبقاء كالروح وغلمان أهل الجنة والحور، هذه خلقت للبقاء وستبقى، لكنها قابلة للزوال، لو شاء الله تعالى لأهلكها، أما حياة الله عز وجل فإنها غير قابلة للزوال ولا للنقص ولا للابتداء، فيستحيل عليه ابتداء الحياة وزوالها ونقصها، ولهذا قال عز وجل: (( لا تأخذه سنة ولا نوم )) بخلاف حياة الإنسان فإنه وإن امتنع عن النوم لو حاول أن يبتعد عن النوم فلابد أن يأخذه النوم أو يهلك، ولهذا عبر بقوله: (( لا تأخذه )) أي: لا تغلبه، ولم يقل: لا ينم، لأن البشر قد يحاول ألا ينام، ولكن لو حاول ألا ينام فلنقصه لابد أن تأخذه السنة والنوم أو يهلك، أما الرب عز وجل فإنه لا تأخذه السنة والنوم، وفي الحديث الصحيح: ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ) فانتفى بذلك غلبة النوم والسنة عليه عز وجل بنص القرآن، وأنه لا ينام ولا بإرادته، لأن ذلك من المستحيل عليه لقوله: " ولا ينبغي له أن ينام "، لأن النوم نقص، ونحن إنما ننام لنقصنا لا لكمالنا، ننام من أجل، من أجل إيش؟ من أجل الراحة عما مضى، واستجلاب القوة لما يستقبل. أما الله عز وجل فإنه لم يزل ولا يزال قويا، وخلق السماوات والأرض في ستة أيام وما مسه من لغوب.
فالحاصل أن الله له الحياة الكاملة أزلا ابتداء وانتهاء واستمرارا، فابتداء لم تسبق؟
الطالب : بعدم.
الشيخ : وانتهاء لا يلحقها زوال، واستمرارا أنها حياة كاملة لا يعتريها سنة ولا نوم ولا نقص بأي نوع من أنواع النقص (( لا تأخذه سنة ولا نوم )). طيب.