الرد على شبهة الجهمية والمعتزلة: ليس كل منزلٍ مخلوقاً ، فالله أنزل من السماء ماءاً والماء النازل من السماء مخلوق والحديد مخلوق حفظ
الشيخ : وعلى هذا، هذا المذهب لا يوصف الله تعالى بالكلام في الواقع، وإنما يوصف بأنه خالق الكلام، انتبه، بأنه خالق الكلام، ومن ثمَّ بنوا على هذا قولهم إن القرآن مخلوق، يقولون: القرآن مخلوق غير منزل، ويقولون حتى لو قلنا إنه منزل فليس كل منزل مخلوقا، فالله أنزل من السماء ماء، والماء النازل من السماء مخلوق، (( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج )) والأنعام مخلوقة، (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد )) والحديد مخلوق، شف كيف التلبيس؟ تلبيس إبليس، نعم، بماذا نجيبهم على شبهتهم هذه؟
نقول: إن المنزل إما أن يكون عينا قائمة بنفسها، وحينئذ يكون مخلوقا، لأنه بائن من الله عز وجل، وإما أن يكون وصفا لا يقوم إلا بغيره، وحينئذ يجب أن يكون من صفات الله، والكلام وصف لا يقوم إلا بغيره ولا عينا تقوم بنفسها؟ هاه؟ وصف لا يقوم إلا بغيره، وحينئذ إذا أضاف الله الكلام إلى نفسه فهو صفة من صفاته، أما حديد يكون من صفات الله ما هو معقول هذا.