بيان القول الثاني من أقوال أهل البدع في صفة الكلام لله وهو قول الأشاعرة وهو أن كلام الله معنى قائم بنفسه لا يتعلق بمشيئته. حفظ
الشيخ : طيب، أما الأشاعرة فقالوا قولا يقضى منه العجب، قالوا، أظن شرحناه؟
الطالب : لا.
الشيخ : آه، زين. قالوا: إن كلام الله صفة من صفاته، وليس بمخلوق، ولكن الكلام الذي نقر به هو المعنى القائم بنفسه، وليس الشيء المسموع الذي يكون بالحروف، فإن هذا الشيء المسموع الذي يكون بالحروف خلق من مخلوقات الله، خلقه الله تعبيرا عما في نفسه، وليس هو كلام الله، لكن إضافته إلى الله من باب المجاز، فتجوز عما كان عبارة عن الشيء تجوز به، فسمي به الشيء، فسمي كلام الله لأنه عبارة عنه، وليس هو كلام الله، إذن ما الكلام؟ قالوا: المعنى القائم بالنفس، وهو أزلي أبدي لا يتعلق بمشيئته، بل هو وصف لازم له كلزوم الحياة والعلم والقدرة.
شف كيف؟ يعني: هل يتكلم متى شاء على زعمهم؟ لا، كما أنه لا يعلم متى شاء، علمه لازم لذاته، هم يقولون الكلام لازم لذاته لا يتعلق بمشيئته، الجهمية والمعتزلة خير منهم من هذا الوجه، لأنهم يقولون إن كلام الله يتعلق بمشيئته، لكنه مخلوق، هم يقولون لا يتعلق بمشيئته ولا بإرادته، ثم يقولون: إن ما يسمعه محمد عليه الصلاة والسلام وموسى وغيرهما من كلام الله إنما هو شيء إيش؟ مخلوق، فشاركوا الجهمية والمعتزلة في هذا، في أن ما يسمع مخلوق، لكن الجهمية قالوا هو كلام الله، وهؤلاء قالوا عبارة عن كلام الله، فوافقوا الجهمية في أن المسموع مخلوق، وخالفوهم في أنهم قالوا: إنه عبارة، وهؤلاء قالوا إنه حقيقة، فصار المعتزلة والجهمية خيرا منهم من هذا الوجه أيضا، لأن الجهمية يقولون والمعتزلة يقولون هذا كلام الله، هم يقولون لا، هذا ليس كلام الله، بل هو عبارة عن كلام الله، مع أن الله يصرح بأنه كلامه، لكن يقول: لا، هو عبارة عن كلام الله.