سؤال: إن الأشاعرة يقولون : إن القرآن جاء به جبريل إلى محمد عليه الصلاة والسلام وإذا جعلتموه صفة من صفات الله فكيف تنفك الصفة عن الموصوف ؟ حفظ
السائل : الأشاعرة في القرآن يقولون: هذا القرآن، يعني من كلام الله، ولا كلام الله جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف ينفصل صفة من الموصوف، فالصفة ما ينفك من الموصوف، ولهذا هذا الكلام يعني عبارة عن الوصف الذي هو قائم بالله.
الشيخ : إي، يقول: إن الأشاعرة يقولون: إن القرآن جاء به جبريل إلى محمد عليه الصلاة والسلام، وإذا جعلتموه صفة من صفات الله، فكيف تنفك الصفة عن الموصوف، كذا؟ طيب. الجواب على هذا بسيط، عندما أقول لك يا هداية الله، نعم، بلغ أحمد بكذا وكذا وكذا، الكلام من هو كلامه، هاه؟ من هو كلامه؟
السائل : كلامك
الشيخ : كلامي أنا، وأنت اللي بلغته، فالكلام إنما يضاف إلى من قاله مبتدئا، الكلام يضاف إلى من قاله مبتدئا، لا إلى من قاله مبلغا.
السائل : وهذا الكلام جاءه جبريل على المخلوق.
الشيخ : لا لا، الكلام هذا أصل الكلام كلام الله، لكن تكلم جبريل به هذا المخلوق، أما المتكلم به فهو كلام الله، أنا الآن عندما أقرأ (( الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين )) صوتي هذا مخلوق، لكن ما أصوت به، هو صفة الله غير مخلوق، فهمت؟ ولهذا وصف الله القرآن بأنه قول محمد وقول جبريل، كذا؟ ولا يمكن أن يكون قول من قائلَين، فقال: (( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين )) من المراد بالرسول هذا؟
الطالب : جبريل.
الشيخ : جبريل، (( إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر )) المراد بالرسول هنا محمد، فأضاف القول إلى محمد، وأضاف القول إلى جبريل، ومن المعلوم أنه لا محمد ولا جبريل، هو القائل الأول، القائل الأول من هو؟
الطالب : الله.
الشيخ : الله عز وجل (( إنه لتنزيل رب العالمين )) شف الآية اللي في الشعراء تبين (( إنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين )) ثلاثة، (( تنزيل رب العالمين )) هذا الأول، إذن فالكلام يضاف إلى من؟ إلى أول من قاله، كذا؟ أنا لو قلت: " قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل " قلت الآن الكلمة هذا، من الذي قالها؟ امرؤ القيس، الذي قالها امرؤ القيس، وأنا قلتها الآن، لكن قلتها إما مبلغا إن كنت قد أمرت بتبليغها، وإما حاكيا إن كنت لم أؤمر بتبليغها، واضح؟ نعم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
" له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر "