مناقشة الشيخ للطلاب حول صفة السمع والإرادة. حفظ
القارئ : وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى:
" له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر "
الشيخ : بس " بقدرة تعلقت بممكن *** " طيب.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
سبق لنا أن من صفات الله تعالى السمع، وذكرنا أنه ينقسم إلى قسمين: سمع إدراك وسمع استجابة، وأن من أمثلة سمع الإدراك قوله تعالى: (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ))، ومن أمثلة سمع الإجابة قوله تعالى: (( إن ربي لسميع الدعاء )). وسبق لنا أن سمع الإجابة من باب الصفات الفعلية، وسمع الإدراك من باب الصفات الذاتية.
وسبق لنا أيضا أن سمع الإدراك ينقسم إلى ثلاثة أقسام: سمع يراد به التهديد، وسمع يراد به النصر والتأييد، وسمع يراد به بيان عموم إحاطة الله بكل شيء، أعرفتم؟
ومعنى قولنا يراد، أي: أنه يقتضي ذلك، وإلا فإن السمع الذي للتأييد هو أصله سمع إدراك، لكن يسمعهم سمع إدراك من أجل أن ينصرهم ويؤيدهم، كذلك سمع التهديد هو أصله سمع إدراك، لكنه يقتضي التهديد. وأن من سمع النصر والتأييد من أمثلته قوله تعالى: (( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ))، ومن سمع التهديد: (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ))، ومن بيان سمع الإحاطة (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله )) إلى آخره.
وسبق لنا أيضا الإرادة من صفات الله، وأن الإرادة نوعان: كونية وشرعية، فالكونية هي التي بمعنى المشيئة، والشرعية هي التي بمعنى المحبة.
وذكرنا بينهما فرقين:
الأول: أن الكونية عامة فيما يحبه الله وما لا يحبه، وأما الشرعية فخاصة بما يحبه. وأن الإرادة الكونية لابد فيها من وقوع المراد، وأما الإرادة الشرعية فقد يتخلف فيها وقوع المراد.
وذكرنا من أمثلة الإرادة الكونية قوله تعالى: (( إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم )) فهنا الإرادة كونية، لأن الله تعالى لا يريد شرعا أن يغوي عباده، بل يريد شرعا أن يهديهم (( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم )). وأن من الإرادة الشرعية قوله تعالى: (( يريد الله بكم اليسر ))، وقوله تعالى: (( والله يريد أن يتوب عليكم )). وذكرنا الفرق بينهما كما سبق. طيب.
ثم ذكرنا أمثلة، هل إيمان أبي بكر مراد شرعا أو قدرا؟
الطالب : شرعا.
الشيخ : شرعا وقدرا، وهل كفر أبي لهب مراد شرعا أو مراد كونا؟
الطالب : كونا.
الشيخ : مراد كونا لا شرعا، وأن إيمان أبي لهب غير مراد؟
الطالب : لا شرعا ولا كونا.
الشيخ : لا شرعا، لا، وأن كفر، وأن كفر أبي لهب؟
الطالب : ...
الشيخ : الله أكبر، وأن كفر أبي لهب مراد كونا لا شرعا، طيب. وأن كفر أبي بكر غير مراد كونا ولا شرعا، والأحسن ألا نقول كفر أبي بكر، أن نقول وأن كفر المؤمن حال إيمانه غير مراد لا كونا ولا شرعا. طيب.
طيب، هل يلزم من كل ما أراده الله أن يكون محبوبا له؟
الطالب : فيه تفصيل.
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : هل يلزم من كل ما أراده الله ووقع أن يكون محبوبا له؟ لا، فالكفر مثلا واقع بإرادة الله الكونية، وليس محبوبا له، صح؟ وأوردنا على هذا سؤالا، وقلنا: كيف يريد الله عز وجل ما يكرهه؟ وأجبنا عن ذلك بأن ما يكرهه الله مراد لغيره لا لذاته، فمن أجل ما يترتب عليه من المصالح يكون مرادا لله، ومن أجل ذاته يكون مكروها لله. وذكرنا أن هذا ممكن عقلا بضرب مثل لرجل يكوي ابنه بالنار من أجل أن يشفى من المرض، وكي ابنه بالنار غير مراد له لذاته، لكن من أجل إيش؟ من أجل أن يشفى، وهكذا الله عز وجل يوقع في عباده ما يكرهه، لكن من أجل مصلحة أخرى أعظم من إيقاعه، وأظن أن بعضكم سأل عن قوله تعالى: ( ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره المؤمن وأكره إساءته ولابد له منه )، وقلنا: هذا مما يكرهه الله، نعم، يكرهه الله شرعا ولا كونا؟ كونا لكنه يوقعه عز وجل لما له من المصالح العظيمة، لأنه لابد من الموت حتى يجازى الإنسان بعمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
قال رحمه الله تعالى:
" له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر "
الشيخ : بس " بقدرة تعلقت بممكن *** " طيب.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
سبق لنا أن من صفات الله تعالى السمع، وذكرنا أنه ينقسم إلى قسمين: سمع إدراك وسمع استجابة، وأن من أمثلة سمع الإدراك قوله تعالى: (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ))، ومن أمثلة سمع الإجابة قوله تعالى: (( إن ربي لسميع الدعاء )). وسبق لنا أن سمع الإجابة من باب الصفات الفعلية، وسمع الإدراك من باب الصفات الذاتية.
وسبق لنا أيضا أن سمع الإدراك ينقسم إلى ثلاثة أقسام: سمع يراد به التهديد، وسمع يراد به النصر والتأييد، وسمع يراد به بيان عموم إحاطة الله بكل شيء، أعرفتم؟
ومعنى قولنا يراد، أي: أنه يقتضي ذلك، وإلا فإن السمع الذي للتأييد هو أصله سمع إدراك، لكن يسمعهم سمع إدراك من أجل أن ينصرهم ويؤيدهم، كذلك سمع التهديد هو أصله سمع إدراك، لكنه يقتضي التهديد. وأن من سمع النصر والتأييد من أمثلته قوله تعالى: (( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ))، ومن سمع التهديد: (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ))، ومن بيان سمع الإحاطة (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله )) إلى آخره.
وسبق لنا أيضا الإرادة من صفات الله، وأن الإرادة نوعان: كونية وشرعية، فالكونية هي التي بمعنى المشيئة، والشرعية هي التي بمعنى المحبة.
وذكرنا بينهما فرقين:
الأول: أن الكونية عامة فيما يحبه الله وما لا يحبه، وأما الشرعية فخاصة بما يحبه. وأن الإرادة الكونية لابد فيها من وقوع المراد، وأما الإرادة الشرعية فقد يتخلف فيها وقوع المراد.
وذكرنا من أمثلة الإرادة الكونية قوله تعالى: (( إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم )) فهنا الإرادة كونية، لأن الله تعالى لا يريد شرعا أن يغوي عباده، بل يريد شرعا أن يهديهم (( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم )). وأن من الإرادة الشرعية قوله تعالى: (( يريد الله بكم اليسر ))، وقوله تعالى: (( والله يريد أن يتوب عليكم )). وذكرنا الفرق بينهما كما سبق. طيب.
ثم ذكرنا أمثلة، هل إيمان أبي بكر مراد شرعا أو قدرا؟
الطالب : شرعا.
الشيخ : شرعا وقدرا، وهل كفر أبي لهب مراد شرعا أو مراد كونا؟
الطالب : كونا.
الشيخ : مراد كونا لا شرعا، وأن إيمان أبي لهب غير مراد؟
الطالب : لا شرعا ولا كونا.
الشيخ : لا شرعا، لا، وأن كفر، وأن كفر أبي لهب؟
الطالب : ...
الشيخ : الله أكبر، وأن كفر أبي لهب مراد كونا لا شرعا، طيب. وأن كفر أبي بكر غير مراد كونا ولا شرعا، والأحسن ألا نقول كفر أبي بكر، أن نقول وأن كفر المؤمن حال إيمانه غير مراد لا كونا ولا شرعا. طيب.
طيب، هل يلزم من كل ما أراده الله أن يكون محبوبا له؟
الطالب : فيه تفصيل.
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : هل يلزم من كل ما أراده الله ووقع أن يكون محبوبا له؟ لا، فالكفر مثلا واقع بإرادة الله الكونية، وليس محبوبا له، صح؟ وأوردنا على هذا سؤالا، وقلنا: كيف يريد الله عز وجل ما يكرهه؟ وأجبنا عن ذلك بأن ما يكرهه الله مراد لغيره لا لذاته، فمن أجل ما يترتب عليه من المصالح يكون مرادا لله، ومن أجل ذاته يكون مكروها لله. وذكرنا أن هذا ممكن عقلا بضرب مثل لرجل يكوي ابنه بالنار من أجل أن يشفى من المرض، وكي ابنه بالنار غير مراد له لذاته، لكن من أجل إيش؟ من أجل أن يشفى، وهكذا الله عز وجل يوقع في عباده ما يكرهه، لكن من أجل مصلحة أخرى أعظم من إيقاعه، وأظن أن بعضكم سأل عن قوله تعالى: ( ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره المؤمن وأكره إساءته ولابد له منه )، وقلنا: هذا مما يكرهه الله، نعم، يكرهه الله شرعا ولا كونا؟ كونا لكنه يوقعه عز وجل لما له من المصالح العظيمة، لأنه لابد من الموت حتى يجازى الإنسان بعمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.