معنى قوله:( وعلم )الكلام على الصفة السادسة لله وهي صفة العلم. حفظ
الشيخ : طيب. ثم قال المؤلف: " وعلم " أي: من صفات الله تعالى العلم، والعلم صفة كمال، ولهذا يتمدح به الإنسان ويكره أن يوصف بضده، لو قلت لشخص يا جاهل، وأنت من أعلم الناس، قال لك الجاهل أنت، لأنه يرى أن وصفه بالجهل عيب وقدح، فلو جاء مثلا رجل من أعلم الناس، وقال لآخر: يا جاهل كيف تعمل هذا العمل؟ قال: الجاهل أنت، مع أنه من هاه؟ من أعلم الناس، لكنه لما سبه رد عليه مسبته، فالعلم صفة كمال بلا شك، وعلم الله عز وجل شامل لكل شيء حاضرا مستقبلا ماضيا، قال الله سبحانه وتعالى: (( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ))، وقال تعالى عن الملائكة: (( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ))، وقال تعالى: (( وهو بكل شيء عليم )). وكذلك أيضا علم الله تعالى محيط بكل شيء تفصيلا، قال الله تعالى: (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )) وعلمه سبحانه وتعالى شامل لما يتعلق بفعله وما يتعلق بفعل عباده، قال الله تعالى: (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ))، وقال تعالى (( والله عليم بذات الصدور ))، وقال (( والله بما تعملون عليم ))، فعلم الله شامل لكل ما يعمله العبد، واضح يا جماعة؟
إذن علم الله ثابت له بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين والنظر الصحيح، الكتاب ما أكثر الآيات التي تصف الله بالعلم، والسنة كذلك مملوءة بما يدل على أن الله تعالى بكل شيء عليم، كما في حديث الاستخارة وغيره، وإجماع المسلمين ثابت بأن الله بكل شيء عليم، والنظر الصحيح يدل عليه، لقول الله تعالى مستدلا على علمه بدلالة عقلية: (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ))، فالخالق لابد أن يكون عالما بمخلوقه، وعالما بخلقه كيف يخلق، فالعلم دل عليه الكتاب والسنة والإجماع وش بعد؟ والعقل، جملة وتفصيلا.