معنى قوله:( بقدرة تـعلقـت بممكن كذا إرادة فع واسـتـبـن ) الكلام على الصفة السابعة لله وهي صفة القدرة، وهل قدرة الله تشمل المستحيل. حفظ
الشيخ : طيب ثم قال: " واقتدر بقدرة تعلقت بممكن *** " يعني من صفات الله تعالى القدرة، وقال: " اقتدر " من باب المبالغة، أبلغ من قدر، فإن اقتدر تدل على صفة ذاتية لازمة، قال الله تعالى: (( إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ))، وقال تعالى: (( إن الله على كل شيء قدير )) والآيات في هذا كثيرة.
وقدرة الله تعالى قدرة مقرونة بالقوة، فهو القوي القادر، نعم، بخلاف المخلوق فإن قدرته محدودة، وقد تكون قدرة بقوة وقد تكون قدرة بلا قوة. نعم.
لكن المؤلف قيّد القدرة، قال: " تعلقت بممكن " وتعلقت بالواجب أيضا؟ نعم، بالواجب من باب أولى. تعلقت بالمستحيل؟ لا، لأن المستحيل ليس بشيء فضلا عن أن يكون مقدورا عليه، لكن المستحيل الذي يتصور الذهن أنه مستحيل مستحيل لذاته، ومستحيل لغيره، أما المستحيل لذاته فهو مستحيل، لا يمكن، لو أن أحدا أراد أن يقول هل الله قادر على أن يخلق مثله؟ لقلنا هذا مستحيل، لكن الله قادر على أن يخلق خلقا أعظم من الخلق الذي نعلمه الآن، ونحن نعلم الآن أن أعظم مخلوق نعلمه هو؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، العرش، العرش أعظم من كل شيء من المخلوقات التي نعلمها، ومع ذلك نعلم أن الله قادر على أن يخلق أعظم من العرش، واضح؟ لكن الشيء المستحيل لذاته هذا غير ممكن، نعلم أنه يستحيل في العادة ما هو لذاته أنه لا يقع خسوف القمر في أول الشهر، هذا مستحيل حسب إيش؟ حسب العادة، ونعلم أيضا أنه لا يمكن أن يهلّ الهلال ثم تخسف الشمس بعد غروبها بعد الغروب، هذا نعلم علم اليقين أنه لن يكون، لكن لذاته ولا لغيره؟ لغيره، أي: حسب ما أجرى الله العادة، وإلا فإن الله قادر على أن يكسف القمر في أول الشهر، وعلى أن يهل الهلال، ثم تخسف الشمس بعد غروبها، أو ما فهمتم؟ هاه؟ هلال الهلال لا يمكن أن يكون قبل خسوف الشمس، بمعنى: أنه إذا خسفت الشمس في ليلة قلنا إنها هي أول ليلة في الشهر، فهذا شيء مستحيل، لأن من المعلوم أن كسوف الشمس سببه الذي جعله الله سببا كونيا حيلولة القمر بين الشمس والأرض، وحيلولة القمر بين الشمس والأرض يمنع أن يهل الهلال قبل الخسوف، لأنه إذا هل الهلال قبل الخسوف لا يمكن أن يتجاوز، ثم يحول بين الشمس والأرض، لأن المعلوم أن القمر يتأخر عن الشمس، الكلام هذا معلوم ولا غير معلوم؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : والله ما أدري عنكم، طيب. ما هو سبب الخسوف الذي جعله الله سببا للخسوف في العادة؟ حيلولة القمر بين الشمس وبين الأرض، إذن الشمس سبقت في هذه الحال ولا ما سبقت؟
الطالب : سبقت.
الشيخ : لا إله إلا الله، كيف سبقت يا ياسر؟ ما سبقت، لا، أبدا، هذا القمر وهذه الشمس وهذه الأرض، الأرض هذه، وهذا القمر، وهذه الشمس، الآن حالت بينه وبين، حال بينها وبين الأرض، هل سبقته ولا لا؟ لو سبقته ما صار خسوف، وإذا هل الهلال لزم أن تكون الشمس قد سبقت الهلال، لأن الهلال لا يكون هلالا إلا بعد غروب الشمس، وإذا كانت الشمس قد سبقت هل يمكن الخسوف، لا يمكن أبدا، لأن القمر ما يمكن بعد ما إنه تأخر عن الشمس يذهب بسرعة حتى يكون تحتها، هذا مستحيل، مستحيل لذاته؟ لغيره، يعني حسب ما أجرى الله العادة أن هذا مستحيل، لكن الله قادر على أن يحبس الشمس ويسرع في سير القمر حتى يخسف بعد الغروب، واضح ولا لا؟