مراجعة فيما يتعلق بالقدرة والمستحيل. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى:
" له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر "
الشيخ : كيف؟ أيش؟
القارئ : نعم؟
الشيخ : لا، " بقدرة تعلقت "
القارئ : " بقدرة تعلقت بممكن *** كذا إرادة "
الشيخ : " فعي واستبن "
القارئ : " واستبن
والعلم والكلام "

الشيخ : " فعي واستبن "
القارئ : " فعي واستبن
والعلم والكلام قد تعلقا *** بكل شيء يا خليلي مطلقا
وسمعه سبحانه كالبصر *** بكل مسموع وكل مبصر "

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
لما بين المؤلف رحمه الله هذه الصفات السبع، وهي: الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام، بيَّن متعلقات هذه الصفات، فنقول: أولا الحياة، ما ذكر المؤلف لها متعلق، وسيأتي إن شاء الله أنه لا متعلق لها لأنها لا تتعدى.
القدرة، يقول المؤلف: " بقدرة تعلقت بممكن *** كذا إرادة فعي واستبن " سبق لنا أن قوله " بممكن " يخرج به المستحيل، وذكرنا أن المستحيل نوعان: مستحيل لذاته ومستحيل لغيره،ـ فالمستحيل لذاته نعم لا تتعلق به القدرة لأنه مستحيل، ومثلنا لذلك بكون الشيء متحركا ساكنا في آن واحد، هذا مستحيل، لأنه إن تحرك، نعم، فليس بساكن، وإن سكن فليس بمتحرك، وأما المستحيل لغيره، أي: لكونه لم تجر به عادة أو ما أشبه ذلك، فهذا تتعلق به القدرة، وله أمثلة كثيرة، فخلق عيسى عليه الصلاة والسلام من غير أب أمر مستحيل في العادة، لا يمكن أن يوجد ولد بلا أب، وخلق ولد بلا أم أيضا مستحيل، ولد بلا أم مستحيل بالعادة، ما من ولد إلا له أم، ولكن في حواء صار لها أب وليس لها أم. طيب، كذلك أيضا يستحيل في العادة أن يوجد ولد أو أن يوجد بشر بلا أم ولا أب، فلو جاءنا رجل وقال: أبشروا، بماذا؟ قال: وجدت ولدا نابتا في السطح، ماذا نقول له؟ نقول هذا مجنون، لا يمكن أن يكون هكذا، ولكن هذا مستحيل لغيره، لو شاء الله أن يخلقه لخلقه، أليس الناس إذا دفنوا في القبور فإن الأرض تأكل أجسامهم كلها إلا عجب الذنب، ومع ذلك يتكون من هذا التراب يتكون آدمي بشر، وآدم عليه الصلاة والسلام كان خلق من الطين، وهذا مستحيل لغيره حسب العادة، ولكن الله قادر عليه.
قال: " كذا إرادة " يعني: كذلك الإرادة تتعلق بالممكن، أما المستحيل فلا يمكن، فالمستحيل لذاته لا يمكن أن يريده الله، لأن هذه الإرادة عبث، والله منزه عن العبث، لو قال قائل مثل إن الله يريد هذا الشيء يكون متحركا ساكنا، فالجواب: لا، لا يريد هذا، لأنه متى كان متحركا لم يكن ساكنا، ومتى ساكنا لم يكن متحركا، وليس المراد أنه يكون متحركا ثم يسكن، أو ساكنا ثم يتحرك، هذا ممكن، فالإرادة أيضا تتعلق بماذا؟ بالممكن، ولهذا نقول: إن الإرادة إذا أراد الله أمرا فإنما يقول له كن فيكون، وهذا يدل على أن الإرادة تكون في الأشياء الممكنة التي يمكن أن يفعلها الله. طيب.