معنى قوله:( وليس في طوق الورى من أصله أن يـستطيعـوا سـورةً من مثله ) والرد على من قال بالصرفة. حفظ
الشيخ : قال " وليس في طوق الورى من أصله *** أن يستطيعوا سورة من مثله " " ليس في طوق " بمعنى طاقة الورى، و" الورى " الخلق، " من أصله *** أن يستطيعوا سورة من مثله ".
قوله " ليس في طوق الورى من أصله *** " فيه إشارة إلى رد قول من يقول: إن الورى لا يستطيعون مثله بالصرفة، يعني: أن الله صرفهم عن أن يأتوا بمثله، أما في الأصل فإنهم قادرون على أن يأتوا بمثله، ولا شك أن هذا القول قول باطل، وذلك لأن القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته، وإذا كان جميع صفات الله لا يمكن أن يتصف بمثلها المخلوق، فكذلك الكلام لا يمكن أن يأتي بمثله المخلوق، وليس لأن الله صرفهم عن معارضته، لا، بل لأنهم إيش؟ لأنهم عاجزون من أصلهم، لا يستطيعون أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وعلى فرض أن الله صرفهم فإن صرف الله عن معارضته دليل على أن القرآن حق، وإلا لسلط الله عليه من يعارضه، لكن هذا القول كما قلت ضعيف، والذين أنكروه، وقالوا: إن إعجاز القرآن ليس بالصرفة، قالوا: لأنه لو كان بالصرفة لكان باستطاعة الخلق أن يأتوا بمثله، فلا يكون آية، نقول لهم: لو صح أنه بالصرفة كان آية من وجه آخر، ما هو الوجه الآخر؟ أن الله لم يسلطهم على معارضته، بل منعهم، لكننا من الأصل نقول: هذا القول ضعيف، والصحيح الذي لا شك فيه أن الخلق عجزوا عن معارضة القرآن أن يأتوا بمثله، لا لأنهم صرفوا عن ذلك ومنعوا منه قدرا، ولكن لأنهم إيش؟ عاجزون من الأصل، لأن القرآن كلام الله صفته، وصفات الله لا يمكن أن يشابهها صفات.